الجمعة، 31 أكتوبر 2014

جرح غير قابل للشفاء


انتبه لكلماتك فالكلمات حينما تقال لا يمكن استرجاعها، تلك المقولة التي كثيرا ما اعترضتني وانا اتصفح مواقع الانترنت ولم اكن ارى فيها سوى جملة منطقية، فلم اجد بها الحكمة التي تجعل منها مقولة منتشرة وشهيرة اجدها امامي اينما ذهبت، ولكنني في ذاك اليوم وجدتني اتأملها واتمعن فيها بشكل مختلف تماما، بعد ان ادركت ان الكلمات التي تقصدها العبارة كلمات من نوع خاص

ذلك اليوم الذي اختبرت فيه نوع اخر من الكلمات، انها تلك الكلمات التي يسمعها القلب قبل الاذن، فتدخل مباشرة مثل سكين حاد مسببة جرحا غائرا داميا والم لا يحتمل، تلك الكلمات التي نؤرخ بها فصول حياتنا قبل وبعد سماعها فهي كفيلة بتغيير خريطة الحياة بالكامل قد تنهي احلاما وتميت اشخاصا وتظهر لك جانبا خفيا من شخصيتك لم تكن تعرف بوجوده من قبل، جانب يشمل الكثير من الصفات التي لم تكن تتخيل انك تحملها داخلك، وتفجر بركان من المشاعر التي لم تشعر بها من قبل ولم تكن تتخيل ان تشعر بها ابدا

كلمات تطعن القلب مباشرة لا يمكن ان تشفى من اثرها مهما حاولت ومهما جاهدت ومهما اردت، فالجرح اعمق واسوء واقوى من ان يشفى او يموت، انه نوع من الجروح يظل حيا للأبد لا يموت او يذبل. جرح قد تتناساه بفعل الحياة التي ستأخذك في خطواتها الوثابة المتلاحقة والتي لن تعطيك -مهما حاولت- الوقت لتشفى او تتعافى من موقف ما او جرح ما ولن تجد امامك سوى مسار واحد اسمه الاستمرار، ستستمر مهما كان الجرح عميق، ستتعايش مهما كان الجرح مؤلم، ستتناسى مهما الحت عليك ذاكرتك، ستتعلم كيف تعيش وبداخلك جرح غير قابل للشفاء

الخميس، 16 مايو 2013

اصفر


اصفر لون رياح الخماسين .. اصفر لون التراب اصفر لون التوتر العصبي .. اصفر لون الدنيا في عينك لما تكون دايخ .. اصفر لون ورق الخريف .. اصفر لون الغيامة على الشمس اصفر لون الورق القديم .. اصفر لون الهدوم المركونة .. اصفر لون وش اي حد تعبان .. حتى بلغة الورد الاصفر لون الغيرة، نفسي اعرف ليه اللون الاسود بقى ملازم للحزن والالم مع ان الاصفر هو لون الاكتئاب 

الجمعة، 5 أبريل 2013

انا مش انا


انا تهت مني، ده بجد. انا مش عرفاني وغالبا مش عايزاني، شكلي يمكن ما اتغيرش بس اكيد دي مش انا، اللي بيفرحني زي ما هو بس مابقاش بيبسطني اوي، واللي بيزعلني كمان هو هو بس مابقاش فارق معايا اوي، بحقق نجاح بس فشلت في تحقيق اللي انا عايزاه، عندي اهداف طول الوقت مؤجلة ومش عايزة حتى افكر فيها، سعيدة بس مش مبسوطة ومكتئبة، بفكر طول الوقت من غير ما ابطل تفكير ثانية واحدة بس من غير اي هدف ولا بحقق اي نتيجة، بتكلم كتير ومش بقول اي حاجة، كل حاجة عرفتها وكل حد قابلته وكل مكان روحته وكل ذكرى مريت بيها في حياتي بفتكرها، بس كأن حد حكالي عنها مش كأنها ذكرياتي الشخصية ولا كأن انا اللي عديت بيها، كل الصور بهتت وكل الناس حتى اللي كانو في يوم اقرب لي من نفسي كأنهم بيبصو عليا من ورا ازاز شايفاهم بس مش قادرة اتواصل معاهم ولا قادرة اوصل لحد منهم ولا حتى عارفة اغير ده، عايزة اصرخ، عايزة اصحى، عايزة اكون انا مرة تانية بس واضح اني حفضل مش انا .. ده يأس ولا بقبل امر واقع اتفرض عليا؟ معرفش، حتغير ولا مش حتغير؟ ماعرفش، تعبت ولا ما  تعبتش؟ ما اعرفش، زهقت ولا ما زهقتش؟ ما اعرفش، ما اعرفش ومش قادرة حتى افكر لو كنت عايزة اعرف .. انا مين؟ انا ليه؟ انا ازاي؟ اللي قالها كان بيهزر بس عمرها ما كانت بجد اد دلوقتي  

الخميس، 20 ديسمبر 2012

زهور مجانية


منزل صغير في قرية صغيرة عاشت فيه تلك الفتاة الشابة الظريفة التي كانت تعيش مع والدتها الطاعنة في السن، كانت محبوبة من الجميع معروفة بوجهها الصبوح وابتسامتها المشرقة، كان كل من في القرية يحب التعامل معها عرفوها وهي صغيرة وراقبوها وهي تكبر وتتولى خدمة والدتها التي كانت غير قادرة على خدمة نفسها، اهتمت بشئون بيتها ورعاية والدتها ومع ذلك لم تنس الاهتمام بحديقتها الصغيرة، هذا المكان القريب الي قلبها الذي كانت تعطي له كل ما تبقى من وقتها واهتمامها وهو حديقة الزهور الخاصة بها، كانت تهتم بكل زهرة تكاد تعرف عدد اوراق كل واحدة منها اهتمت بزهورها كأنها تهتم بأولادها.

و في احد الايام اخذت تتأمل حديقتها وقد لاحظت ان عدد الزهور ازداد بشكل واضح واثر فيها بشكل كبير ان زهورها الجميلة موجودة هنا خلف الاسوار دون ان يراها او يشعر بها احد، وفي المساء عندما نام الجميع في تلك القرية الصغيرة اخذت زهرة من كل نوع ووضعتها على شبابيك الجيران الذي كانوا يتركونها مفتوحة دائما كعادتهم، وفي صباح اليوم التالي عندما استيقظ جيرانها وجد كل منهم زهرة تشبهه على شباك منزله وعرف الجميع مصدر الزهور، اثر وجود الزهور في يومهم جميعا وشكرها كل من رآها على هذه اللفتة الجميلة الرقيقة.

كررت نفس العمل مرة اخرى في المساء، وفي الصباح كان هناك من استيقظ باحثا عن زهرته وكان هناك من ابتسم وترك الزهرة مكانها وهناك ايضا من احتفظ بزهرته في كوب ماء وغيرهم من وضعها في كتاب واخر شم عبيرها والقاها على المائدة ملتفتا لأعماله، كانت سعيدة بالابتسامة التي تضعها على وجه جيرانها وسعيدة باهتمامهم بزهورها.

وفي اثناء جولتها الليلية المعتاده في احد الايام بعد حوالي اسبوع من وضعها للزهور على شبابيك جيرانها فوجئت بأن بعض جيرانها قد اغلقوا الشبابيك في اشارة منهم لإكتفائهم من الزهور، كذبت نفسها وقالت قد يكونوا شعروا بالبرد مثلا او قد يكون عدد الزهور لديهم ازداد قليلا ولن يستطيعوا الاعتناء بالمزيد منها، وبعد عدة ايام وجدت ان عدد الشبابيك المغلقة قد بدأ يزداد، لكنها استمرت في توزيع زهورها على باقي الجيران، وذات مساء خرجت لتوزع زهورها فوجئت بملحوظة قد وضعها احد الجيران على شباكه كاتبا """"""":الرجاء عدم وضع الزهور"، ونظرت حولها لتجد ان معظم شبابيك الجيران قد اغلقت.

شعرت بحزن شديد جلست في حديقتها وسط زهورها وقالت في نفسها كان يجب ان افكر في تلك اللحظة منذ رأيت ان الشبابيك قد بدأت تغلق، كان يجب ان اتوقف قبل ان يرفض احدهم زهوري، فقد فسر الناس منحي للزهور على انه عدم تقدير مني لأهميتها طالما اني امنحها بدون مقابل ودون ان يطلبها مني احد، لكنني سأتوقف عن منح الزهور لمن لا يعرف قيمتها سأحتفظ بزهوري في اعوادها وان ماتت فأكرم لها ان تموت في مكانها على ان تموت مدهوسة تحت اقدام من لا يعرف قيمتها، ومع ذلك ستظل زهوري مجانية لكنني سأمنحها لمن يأتي باحثا عنها لأنه هو فقط من سيهتم بها ويقدرها.

الاثنين، 24 سبتمبر 2012

من غير زعل


ملل، يأس، رغبة في التغيير، سأم، محاولة ادخال نوع من الحركة، التحدث في كل شيء واي شيء، افتعال الموضوعات، الاستطراد في الافكار، محاولة خلق المشكلات، ردود الافعال المبالغ فيها، حالة من التمرد على الذات، والتمرد على الامر الواقع، حالة من الثورة والرغبة في التغيير بصرف النظر عن معالم هذا التغيير
 بعدها بتيجي اللحظات اللي الانسان بيتمنى فيها انه ينسحب تماما وينعزل عن كل حد، وكل حاجة لغاية ما يخف، ايوه يخف من كل عبء، وكل ضغط، وكل احساس وحش، وكل مشاعر مؤذية، وكل كلام مؤلم سمعه، وكل موقف اتخذل فيه، وكل احراج اتعرض له، وكل فشل مر بيه، وكل ازمه كسرت فيه حاجة، وكل حد اتعشم فيه ومكانش قد العشم، وكل حاجة استناها ومحصلتش، وكل حاجة عملها وما اتقدّرتش، وكل كلام قاله وما اتفهمش، وكل تفسير وضحه وما اتصدقش، وكل حاجة زعلته وعيط من غير ما يقدر يسيطر على دموعه.


حلو اوي ان الواحد يلاقي اهله وصحابه وحبايبه حواليه، بس في الوقت ده مش بيحتاج غير انه يبقى مع نفسه، ينعزل ويبعد ويقعد مع نفسه يهديها، ويصالحها، ويطيب خاطرها، ويصلح نفسيته، ويجبر بخاطر نفسه، وده مش معناه انه مش بيحب الناس اللي في حياته، لأ بس معناه ببساطه ان هو محتاج وقت مع نفسه بجد مش اكتر، واصعب حاجة ممكن تحصل في الوقت ده ان حد يعاتبه ويقوله انت مش محتاجني في حياتك، لو فعلا الناس دول بيحبو الحد ده المفروض بجد يوفروا له الوقت اللي حيبقى فيه مع نفسه يساعدوه من بعيد لبعيد، من غير ما حد يقوله مالك او حد يتقل عليه ويطالبه بالتواجد معاه.
كل حد من حقه شوية وقت لنفسه من غير ما حد يشاركه فيه، كل حد من حقه يفكر في مشاكله لوحده شويه، من غير اعباء، ومن غير ضغوط، ومن غير ما يشغل تفكيره بحد تاني، ومن غير اتهام من حد بعدم الاهتمام او بالانانية، واهم حاجة انه يكون واثق انه ساعة ما حيرجع حيلاقيهم حواليه زي الاول واكتر ده لو فعلا بيحبوه وبيفهموه.

هــــــــوامـش


اسأل، وناقش، واطلب نصايح، اعرف تجارب وخبرات، بس في الاخر صدق حدسك واحساسك

ما تديش لحد وقت او اهتمام او مشاعر هو مش حيقدرها

ماتحاولش تصلح حاجة اتشرخت الا لو كنت واثق ان المحاولة حتجيب نتيجة،، اتعلم تتعايش معاها او افقد فيها الامل،، محاولة الاصلاح لو غلط اكيد حتكسرها

ماتخليش خوفك من الشماته او السخرية يكون السبب في استمرارك في وضع غلط

لما تكتشف ان اسلوب ادارتك للامور غلط اوعى تدي فرصة تانية، غير اسلوبك على طول

ما تستمرش في طريق انت شايف من الاول ان مالهوش اخر

ما تسمحش لحد يقولك كلام يسم البدن لمجرد ان انت بتحبه وهو بيحبك.. اللي بيحبك حيفكر في كلامه الف مرة قبل ما يقول حاجة تضايقك او تجرحك

سامح في حقك وصدق المبررات وادي اعذار بس للحد اللي حيقدّر ده،، غير كده انت بتتنازل في حق كرامتك

فكر في مصلحتك وفي مشاعرك وفي حريتك وصحتك النفسية،، ده مش عيب ولا حرام

اختبر الف مرة قبل ما تحط ثقتك في حد،، وفي الاخر تثق في اسلوبه وتفكيره وحسن تصرفه وخلي لنفسك خط رجعة ولو بسيط

مش لازم الناس كلها تعبر عن مشاعرها بنفس الطريقة،، لكن لو حسيت بمشاعر حد حتى لو اسلوبه مختلف اوعى تستخف بيها

الصدمة في البشر وفي الاشياء شيء وارد مش عيب لما تنهار او تدي الزعل حقه، ده لازم عشان ترجع تقف من تاني وتكمل

احمد ربنا واتبسط من كل حاجة الوحش والحلو عشان لا ده دايم ولا ده دايم

حب نفسك وثق فيها عشان تعرف تخلي غيرك يحبها

ماتقبلش بانصاف الحلول ولا بالاوضاع المعلقة، حدد مواقف من كل حاجة وخلي كل حاجة تكون واضحة معاك

حلو انك تستفيد من تجارب غيرك، بس تجربتك هي اللي بتصنعك، اديها حقها، افتخر بيها، واستفيد منها

خليك صريح وواضح دايما، بس بلاش تتبرع بكل حاجة وتعلن مشاعرك ومعلوماتك من غير داعي

مش دايما السكوت حلو، ممكن تسكت تضيع حقك، او تسكت تتفهم غلط، او تسكت تبان ضعيف،، اعرف امتى تسكت زي ما لازم تعرف امتي تتكلم

لازم وجودك في حياة غيرك يبقى مفيد، بس ماتخليش مكان في حياتك لحد مش بيشكلك غير كل عبء واستغلال

كل علاقة في الدنيا قائمة على مشاعر متبادلة، لازم تدي حاجة عشان تاخد حاجة،، مش صح ان انت تدي من غير مقابل ووحش اوي ان انت تطلب وانت مش بتقدم حاجة.



الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

عـــــــــادي


كانت بتبصله باستغراب جدا وكأنها اول مرة تشوفه، هو ده الانسان اللي هي حبته، ايوه نفس الملامح ونفس الكلام، ونفس الوعود، ونفس كل حاجة، الا حاجة واحدة بس جواها،، الحاجة دي هي احساسها.
في الاول كل كلمة من كلامة كانت بتدخل على قلبها على طول، كانت بتسمعه بقلبها مش بودانها، كانت بتفهمه من مجرد نظره، كانت بتفهم احساسه وبيوصلها من غير حتى ما يتكلف مجهود ان هو يحكيلها، كانت بتعرف امتى هو مبسوط، وامتى متضايق، امتى بيهزر، وامتى بيتكلم جد.
كل حاجة بدأت بشكل مش عادي، احساسه كان مش عادي، حبه كان مش عادي، الاحساس اللي هي حسته وهي معاه انها ممكن تكون هي، ممكن تكون نفسها وبس مش اي حد غيرها، مش محتاجة تمثل او تفتعل اي حاجة كانت عارفة ان هو  واصل لجواها اوي وعارفها اكتر ما هي عارفة نفسها. وكانت عارفة اد ايه هو بيحب حقيقتها دي، لما عرفته كانت مستنفذة عاطفيا وفكريا، فعلا كانت مستهلكه للأخر مكانش عندها اي قدرة على العطاء، وبعد ما عرفته بدأت تكبر جواها الطاقة دي من تاني، اتحركت مشاعرها مرة تانية وبقوة.
 فجأة الوقت والظروف قلبت الدفة كلها، كل حاجة بقت بتتحول للعادي، الغيرة، التحكم، السيطرة، التعالي وحب اثبات القوة يعني كل المنتظر من اي واحد عادي، كل حاجة بقت عادي، عادي، عادي لدرجة الملل, وحست انها رجعت لنقطة الصفر كل الطاقة اللي اكتسبتها في الفترة اللي عرفته فيها انتهت، هو كمان استنفذها رغم انه كان الامل الاخير.
كان بيتكلم، بيبصلها وبيعبرلها عن مشاعره زي العادي، لكن قلبها كان رافض انه يسمع، كان بيصرخ في القيود الكتير اللي كانت بتخنقه، صوت قلبها كان اعلى من صوته، كانت بتبصله بنظرة خاوية مافيهاش اي معنى، لدرجة ان هو قطع جملته من نصها وبصلها باستغراب اوي وسألها هي كويسة مقدرتش تقول ايوه ومقدرتش غير ان هي تسمع قلبها, سلمت عليه وقالتله اشوف وشك بخير، وفكت السلاسل والقيود من على قلبها ومشيت من غير ما تبص وراها.