الاثنين، 13 فبراير 2012

الفالنتين الاخر


يوم الفالنتين، عيد الحب، اللي كل سنة بنلاقي فيه الشوارع بقت لونها احمر لون الورد وكياس الهدايا والهدوم وواجهات المحلات، الناس بتلبس احمر وتمسك ورد احمر وتكلم بعض وتعيد على بعض اللي بيحتفل بيه مع امه واللي بتحتفل بيه مع جوزها واي حد بيحب اي حد
السنة دي برضه الفالنتين احمر وفي حب كتير بس مافيش عيد، احمر لون الدم اللي مغرق عينينا كل ما نبص في حته نشوفه، لون الورد اللي كان في يوم احمر ودبل، وفي عيون احمرت من كتر البكا على ولادها، احمر في واجهات المحلات اللي راسمه علم مصر من السنة اللي فاتت لما حسو ان مصر بقت بتاعتهم بجد وصعبان عليهم يشيلوه يمكن يكون لسه في امل، حتى في الكلام والهزار اللي كل حرف فيه تحس محوره دم الشهداء ودم مصر كله هزار طعمه مر لو ركزت في المقصود منه مش حتقدر تمسك دموعك
وفي حب،، حب لناس غالين اوي بس مباقوش معانا في الدنيا خلاص، وبعد ما كان الوقت في الظروف دي هو العلاج الوحيد اللي بينسي بقى الوقت هو الحاجة الوحيدة اللي بتفكرني بالموت، شوفت السنة دي من الاموات اللي ماشفتهوش عمري كله في قرايب وفي اصحاب شباب وكبار اعرفهم اوي واعرفهم من بعيد بس نفَس الموت تقيل اوي وقريب اوي، ، للأسف بدأت اتعود على طعم الزعل ده على طول حتى من وسط الضحك والهزار في طعم زعل من وسط التفكير والدراسة والشغل في طعم زعل حتى في النوم بقى في طعم زعل
 احساس غريب لما يكون اللي قدنا بقى خبر الموت بالنسبه له عادي، لما الموت يفقد الطعم الكارثي الملحمي بتاع زمان، لما يبقى شيء متوقع انه يحصل في اي لحظة، بصراحة مش قادرة اتخيل الفالنتين السنة دي غير من عينين كل الناس اللي فارقوا حبايبهم صحيح اللي اعرفهم منهم مش مستنين يوم زي ده عشان يفتكرو بس انا اللي اليوم ده لما بفكر فيه بفكر فيهم هما الاول وبسأل نفسي يا ترى الذكريات حتعمل فيهم ايه اذا كنت انا اللي بعيد ومش قادرة استحمل الفكرة والوجع يبقى هما عاملين ازاي
يمكن دي كمان جرعة حزن زيادة ويمكن يكون في ناس بتحب تكون متفائلة وتشوف الامور من ناحية تانية وانا في اغلب الاحوال من الناس دي، لكن للأسف الحمل تقل بجد لدرجة ماينفعش معاها التجاهل اكتر من كده، وفي الاخر برضه حاقول ربنا يخلي كل الناس لبعض ويصبر قلب اي حد فارق حد بيحبه واتمنى ان ماحدش يغضب من حد او يزعل منه حد ونفتكر ان كل حد مننا حيجي عليه اليوم اللي يبقى فيه مجرد ذكرى في حياة ناس تانين ياريت نحاول نخليها حلوة. 

السبت، 11 فبراير 2012

مسألة منطق


مع كامل احترامي للمجتمع اللي بنعيش فيه والاعراف والتقاليد اللي انا فعلا بقدرها جدا وبفتخر بيها وبحب ان احنا مجتمع له قواعد بتنظمه وبتفرقه عن مجتمعات تانية كتير الا ان في بعض الحاجات اللي مش منطقية ابدا واللي انا اعتقد ان تغيرها مش حيهدم المجتمع ولا حيضيع القيم والتقاليد ولا اي كلام من ده.. ليه دايما اي ظلم واقع على الست في مجتمعنا بتكون اول كلمه بتتقال هي "عشان احنا عايشين في مجتمع له عادات وتقاليد" ليه دايما بنلاقي دي حجة حلوة عشان نبرر الظلم ده وطبعا الكلام اللي حايجي في بال اي حد بيقرا الكلام ده دلوقتي حيفكر في حاجات اخلاقية كده على طول كأن اي حد بيتكلم في حقوق المرأة هو بيتكلم في حاجات متصحش بس مش دي الحقيقة في حاجات تانية كتير اوي غير الحاجات الاخلاقية والحرية في المشاعر واللبس والكلام اللي بيفكر فيه اي حد بيتطرق لموضوع المرأة وحريتها يعني مثلا
ليه البنت الذكيه بتخوف  
ليه البنت اللي شخصيتها قوية لازم يتبعد عنها
ليه البنت اللي لها علاقات اجتماعية واسعة ومعروفة مش مرحب بيها اوي
ليه البنت اللي عندها وجهة نظر في الحياة ورأي خاص بيها دي حاجة مستهجنة ومش صح
ليه البنت اللي قادرة تطالب بحقوقها ومش منتظرة حماية من حد بتبقى غلط
ليه البنت الواثقة في نفسها بتتعامل على ان دي حاجة مش طبيعية ومش المفروض تحصل
ليه دايما البنت لازم تكون هي الاضعف، الأقل ذكاء، اللي مستنية حماية من رجل (اب، اخ، زوج......)، ليه دايما لازم تكون مكسورة، ليه مش من حقها تكون هي

ليه دايما البنت بتتربى على ان ابداء الاراء، والمطالبة بحقها، والمناقشة، وحتى ان هي تمشي وهي مش بتبص في الارض ان ده ضد طبيعتها كأنثى وكبنت، ليه بتتخوف من ذكائها ومن شخصيتها وبيتقالها ان الحاجات دي حتوقف في طريقها وحتخليها مكروهه وسمعتها مش كويسه
ايه وجه التعارض بين ان الواحدة تكون بنت وانثى وبتتكلم بأدب وباحترام وبين ان هي تكون ذكية وشخصيتها قوية وعندها احترام لنفسها، ليه البنت لازم تحس ان هي ابتلاء من ربنا لأهلها وحمل على اكتافهم وان من واجبها تجاهم ان هي تفضل كده لغاية ما تتسلم لحد تاني يشيل الحمل والمسئولية عن اهلها
ليه البنت لازم تعيش حوالي ربع او تلت عمرها وهي عندها احساس ان دي حياة مؤقتة وان الحياة الكاملة المستقرة حتيجي بعدين وان لغاية ما ده يحصل هي تفضل كده مترقبة خايفة من كل تصرف من كل حركة من كل كلمة من كل حاجة في الدنيا عشان هي تحت الاختبار وتحت التجربة طول الاربعة وعشرين ساعة
اعتقد ان دي كلها اسباب بعيده عن الاخلاق تماما، ايه وجه التعارض بين الادب والاخلاق وقوة الشخصية والثقة في النفس، ليه دايما مطلوب من البنت ان هي تحس بالكسرة وبالانهزام الداخلي عشان تعرف تستمر في المجتمع ده ايه العادات والتقاليد في ده بالظبط، ايه الهدم اللي حيطول المجتمع لو الفكرة دي اتغيرت واتعاملنا مع الست كإنسان

الثلاثاء، 7 فبراير 2012

"لا" صارمة قاطعة


 لا تحدثني عن الصبر من فضلك ولا تحدثني عن التأمل في غد أفضل فهذا من شأنه ان يصيبني بالاحباط واليأس ولا يفيد سوى في تعزيز شعوري بالعجز، فقط اريد التحدث عن الاصرار عن الصمود عن التمسك بالاحلام فأنا لن اخضع سوى للسيناريو الذي رسمته لحياتي ولن ارضى بغيره ولن اساوم او اتفاوض على اي سيناريوهات بديلة
خلقت لأعيش تلك الحياة مرة واحدة فقط، لم اُخلق كي اختار من خلال ارادة الاخرين ولم اُخلق كي ارى من خلال نظرتهم للأمور. كنت دائما ما استهجن و استنكر على من هم اكبر مني سنا عندما كانو يجيبون على بعض اسئلتي بجملة "حُكم الزمن" فمن قال ان الزمن يحكم على احد!! ان الزمن لا يحكم ولا يد له في اختيارات البشر، فقط يضع القدر الناس في بعض المواقف او يضع في طريقهم اشخاص اخرين لكن الاختيار يتم بناء على قرارات الافراد وارادتهم الخاصة اما شماعة الزمن تلك الحجة البالية التي يهرب اليها كل من قبل بالمساومة وتنازل عن احلامه بسهوله فهي غير مقبولة بالمرة
لن اتنازل، لن اضعف، لن اخضع فقط سأتمسك بهذا الحلم وكلي ايمان ويقين بأنه سيأتي اليوم الذي سأحققه فيه وان لم يرد لي الله تحقيقه سأكمل مشواري وكلي فخر بإختياري، فخر منبعه إنني لم اتنازل ولم ارضخ ولم اقبل بالبديل بهذه السرعة، منبعه انني واجهت تلك الموانع الوهمية التي يضعها جميع من حولي في طريقي لإقناعي بانه لا وجود لمثل تلك الاحلام وانه على الانصياع للأمر الواقع الذي تفرضه علي الظروف والقدر إقناعي بأنه من الاسهل علي ان اسارع بإختيار الشماعة الخاصة بي لأعلق عليها اسباب قبول البديل والتخلي عن كل ما حلمت به بدلا من التمسك بحلم قد افشل في تحقيقه واعيش ما بقى لي من حياتي اندم على تمسكي بأوهام، والاجمل هو انني لن استخدم ابدا تلك الجملة المقيته "حُكم الزمن"


رفضت المساومة، صمدت، واجهت، وتحملت الضغوط وسأظل، لن أضعف ابدا تجاه تلك الكلمات التي لا أشكك في نوايا من يقولها لي بل انا على يقين تام من صدق النوايا التي تهدف الى "مصلحتي" ولكن مهلاً، من قال ان هناك من يعرف كيف واين هي مصلحتي اكثر مني انا شخصيا!! من قال ان هناك مخلوق على ظهر هذا الكوكب من حقه ان يناقشني تفاصيل احلامي وتفاصيل هذا المخطط وهذا السيناريو الذي رسمته لحياتي؟ لا يوجد ابدا ما يدفعني للقيام بذلك فتفاصيل احلامي تخصني انا وحدي، دفاعي عنها يخصني انا وحدي، تمسكي بها من شأني ان وحدي وسأحققها بإذن الله وبإرادتي انا وحدي
فقط عندما يفقد جميع من حولك ايمانهم بك وتبقى انت وحدك مؤمنا بأفكارك متمسكا بأحلامك مستغنيا بهم عن كل ما هو سواهم انها تلك اللحظة التي تحقق فيها احترامك لذاتك.  

الأحد، 5 فبراير 2012

خداع بصري


كانت تستلقي على السرير عندما رأت ما لفت نظرها فوق خزانة الملابس، دققت النظر وتأملت كثيرا في هذا الشيء الموجود هناك وبدأت تدرك انها قطعة من القماش او ما شابه ذلك، تذكرت ان والدتها كانت قد قامت بترتيب بعض الاغراض القديمة التي كانت مخزنة منذ فترة طويلة
كانت قطعة من القماش سوداء اللون وعليها ما يبدو انه نقش او ورود ملونه او زخرفة بلون اخر، اخذت تتخيل هذا الشيء، فقد يكون احد فساتين والدتها القديمة التي كانت تراها في الصور والتي كانت تتمنى ان لا تكون والدتها قد تخلصت منهم
كانت تأتي كل يوم الى الغرفة وتجلس على حافة السرير وتنظر الى اعلى الخزانة وتتخيل شكل الفستان والورود التي تزينه وشكل الحذاء الذي سترتديه مع هذا الفستان والاماكن التي ستذهب اليها وهي ترتديه حتى انها تخيلت صديقاتها عندما يرونها وهي ترتديه وكيف ان كل واحدة منهم ستتمنى لو ان لديها واحد مثله.
وفي النهاية قررت ان ترى هذا الشيء الموجود فوق الخزانة فاستعانت بكرسي كان موجود هناك وصعدت الى اعلى الخزانة ورأت هذا الشيء الذي تخيلته لمده اسبوع كامل والذي لم يكن اكثر من مجرد كومة من الاقمشة القديمة البالية شعرت بالاحباط الشديد فلم يكن هناك اي فستان لم تكن اكثر من قطعة قماش سوداء اللون وهذه التي كانت تعتقد انها ورود وزخارف لم تكن اكثر من كيس بلاستيكي كان موجودا هناك بالقرب من قطعة القماش
نزلت عن ظهر الكرسي وعادت للجلوس على حافة السرير مرة اخرى ونظرت الى اعلى الخزانة الى الفستان الخيالي ولكنها لم تعد ترى سوى قطعة بالية من القماش وكيس ملون من البلاستيك حاولت ان تستعيد الصورة التي رسمتها له في خيالها لكنها للأسف فشلت، شعرت بالندم على انها اقتربت وحاولت اكتشاف الحقيقة عن قرب فقد كان الفستان موجود على الاقل في خيالها تراه كلما نظرت الى اعلى الخزانة اما الان فلم يعد هناك سوى هذا الكوم من الاقمشة المخزنة هناك


هذا هو حال بعض الاشخاص في حياتنا يكون انطباعنا عنهم افضل كثيرا طالما ان هناك مسافة تفصلنا بينهم، مسافة تجعلنا نتمنى الاقتراب منهم والتعرف اليهم عن قرب، وعندما نتقترب بالفعل ونصدم في الفرق الشاسع بين انطباعنا عنهم وحقيقتهم فإننا للأسف نفشل حتى في استعادة الانطباع الاول الذي كوناه عنهم ونتمنى لو اننا فقط حافظنا على المسافة التي كانت تفصلنا عنهم لنستمر في تخيل روعة حقيقتهم بدلا من اكتشافها بالفعل.