يوم الفالنتين، عيد الحب، اللي كل سنة بنلاقي
فيه الشوارع بقت لونها احمر لون الورد وكياس الهدايا والهدوم وواجهات المحلات،
الناس بتلبس احمر وتمسك ورد احمر وتكلم بعض وتعيد على بعض اللي بيحتفل بيه مع امه
واللي بتحتفل بيه مع جوزها واي حد بيحب اي حد
السنة دي برضه الفالنتين احمر وفي حب كتير بس
مافيش عيد، احمر لون الدم اللي مغرق عينينا كل ما نبص في حته نشوفه، لون الورد اللي كان في يوم احمر ودبل، وفي عيون احمرت
من كتر البكا على ولادها، احمر في واجهات المحلات اللي راسمه علم مصر من السنة
اللي فاتت لما حسو ان مصر بقت بتاعتهم بجد وصعبان عليهم يشيلوه يمكن يكون لسه في
امل، حتى في الكلام والهزار اللي كل حرف فيه تحس محوره دم الشهداء ودم مصر كله
هزار طعمه مر لو ركزت في المقصود منه مش حتقدر تمسك دموعك
وفي حب،، حب لناس غالين اوي بس مباقوش معانا
في الدنيا خلاص، وبعد ما كان الوقت في الظروف دي هو العلاج الوحيد اللي بينسي بقى
الوقت هو الحاجة الوحيدة اللي بتفكرني بالموت، شوفت السنة دي من الاموات اللي
ماشفتهوش عمري كله في قرايب وفي اصحاب شباب وكبار اعرفهم اوي واعرفهم من بعيد بس
نفَس الموت تقيل اوي وقريب اوي، ، للأسف بدأت اتعود على طعم الزعل ده على طول
حتى من وسط الضحك والهزار في طعم زعل من وسط التفكير والدراسة والشغل في طعم زعل
حتى في النوم بقى في طعم زعل
احساس
غريب لما يكون اللي قدنا بقى خبر الموت بالنسبه له عادي، لما الموت يفقد الطعم
الكارثي الملحمي بتاع زمان، لما يبقى شيء متوقع انه يحصل في اي لحظة، بصراحة مش
قادرة اتخيل الفالنتين السنة دي غير من عينين كل الناس اللي فارقوا حبايبهم صحيح
اللي اعرفهم منهم مش مستنين يوم زي ده عشان يفتكرو بس انا اللي اليوم ده لما بفكر
فيه بفكر فيهم هما الاول وبسأل نفسي يا ترى الذكريات حتعمل فيهم ايه اذا كنت انا
اللي بعيد ومش قادرة استحمل الفكرة والوجع يبقى هما عاملين ازاي
يمكن دي كمان جرعة حزن زيادة ويمكن يكون في
ناس بتحب تكون متفائلة وتشوف الامور من ناحية تانية وانا في اغلب الاحوال من الناس
دي، لكن للأسف الحمل تقل بجد لدرجة ماينفعش معاها التجاهل اكتر من كده، وفي الاخر
برضه حاقول ربنا يخلي كل الناس لبعض ويصبر قلب اي حد فارق حد بيحبه واتمنى ان ماحدش
يغضب من حد او يزعل منه حد ونفتكر ان كل حد مننا حيجي عليه اليوم اللي يبقى فيه
مجرد ذكرى في حياة ناس تانين ياريت نحاول نخليها حلوة.