الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

سخمت


سخمت مين؟؟
سخمت هي الهه الحرب عند المصريين القدماء وكانو بيصوروها على شكل انثى الأسد - اللبؤة-  وفي بعض الاحيان بتبقى على هيئة قطة.
سخمت ليه؟؟
عشان سخمت مظلومة ومحدش مقدرها في وسط الالهه التانين.. نسيوها ليه؟؟ طبعا عشان انثى الأسد وكلنا عارفين ان هي في ثقافتنا مش محبوبة اوي يعني وسمعتها مش تمام، مع انها يا عيني بتتعب جدا ومسئولياتها كتير، كفاية يبقى الاسد –ملك الغابة - قاعد وهي اللي بتطلع تطارد الفريسة وتصطادها وتجيبله الاكل وكمان تخلف وتربي الاشبال وبعد ده كله يبقى هو ملك الغابة وهي حتى اسمها مجرد شتيمة نابية!!
سخمت كمان وكمان
اخترت اسم البلوج على اسمها تكريما لدورها في التاريخ المصري القديم اللي هو تقريبا مش موجود بما ان مصر مدخلتش اي حروب احنا لا سمعنا عن الفراعنة قامو غزو بلاد جنبهم ولا عملو اي منظر، الا ده كل شوية يجي حد يغزوهم وهما يفتكروا بعد 300او 400 سنة كده يقوموا يطردوهم بره.. ومع ذلك سخمت مش اقل من مارس ولا اتينا ولا غيرهم، على الاقل اهي مصرية وواجبنا نشهرها زيهم.


 

يا بركة الفئوية واللجان الشعبية


طبعا كلنا بنحب الثورة وبنفتقد الوقت اللي قامت فيها الثورة، بنفتكر اد ايه كان الناس كلهم مؤمنين بنفس الهدف ومترقبين للأحداث، وانا طبعا بتكلم عن الناس اللي امنت بالثورة مش عن اعضاء حزب الكنبة الشهير وبتوع احنا اسفين يا ريس ومشجعين توفيق عكاشة
اكيد كلنا بنفتقد ايام اللجان الشعبية لما كان الشباب بينزلو الشارع بالليل ويقفو عشان يحمو الشوارع والبيوت من البلطجية وكلهم كانو بيلبسو شارة بيضا على دراعهم ويمسكو عصاية مكنسة او حديدة ويفتكرو نفسهم عادل امام في فيلم شمس الزناتي، وكمان لاحظنا دور البنات في اللجان الشعبية لما كنا بنشوف صواني الشاي والحلويات والسندويتشات واللذي منه.
تلاقي كل واحدة ماسكة صينية عليها سحلب ولا شاي ولا مش عارف ايه ونازلة في مدخل البيت وتنده على باباها او اخوها واهه كل دعم للجان الشعبية واحساس عالي بالانتماء والوطنية ومايمنعش برضه بالشباب اللي مكانتش تعرف ان هما موجدين في الشارع اصلا لولا الثورة الله يمسيها بالخير بقى مطرح ما راحت
بعد فترة لاقينا البنات عماله تتخطب ويتقري فتحتها وتسأليها عرفتيه امتى، تتنهد وحول وتبص في السقف وبصوت كله سهوكة تقول في اللجان الشعبية لما كان كل يوم يستنى السحلب اللي كنت بعمله ويقولي تسلم ايدك ومن يومها عرفت ان هو ده الوحيد اللي حيقدر يكمل معايا.
وتاني حاجة بقى ما يطلق عليها المظاهرات او المطالب الفئوية اللي كانت بتتعمل في كل الشركات والمصانع بعد الثورة على طول وكان الواحد يلاقي ايه الموظفين الكبار في السن ياعيني شايلين يفط وعمالين يهتفو وخلاص روحهم حتطلع وفي نص الاعتصام كده تلاقي اتنين عصافير كده هو يقولها الانسة بتشتغل في قسم ايه بقى؟؟وهي تسأله وحضريتك؟؟ ويبدأو يتعرفو ويجو الاعتصام كل يوم من بدري عشان يكملو كلام هي تحكيله عن اخوها الصغير العكروت وهو بيتشقلب ويكب مية على بلكونة الجيران وهو يضحك لحد ما وشه يحمر ويبقى حيموت من الضحك كأنه سمع نكته اول مرة يسمعها، وبعدين يحكيلها بقى عن مغماراته بالليل في اللجان الشعبية والعشرين بلطجي اللي هو مسكهم بأيده الشمال كده وسد عليهم الطريق لوحده وكسر عضمهم وسلمهم للمدرعة وهي بتبصله بإندهاش ووله واعجاب وحول في نفس اللحظة، طبعا كل ده وهما سايبين الموظفين اللي فاضلهم سنة عالمعاش يتصدروا الاعتصام ويهتفوا ويجلهم ازمات قلبية وتيجي الاسعاف تشيلهم ودول ولا كأنهم عايشين في الدنيا.
وطبعا خلصت الفئوية وراحت اللجان الشعبية بس لقينا سيل من الخطوبات اتفتح علينا واتأكدنا ان من مساويء النظام السابق ان هو كان كابس على نفس الشباب والبنات وكان بيساهم في تأخر سن الجواز والعنوسة واحنا مكناش عارفين.. 

لحظة حنين


بتبقى لحظه قصيرة جدا بس ممكن تديلك إحساس يأثر فيك يوم كامل أو إسبوع، اللحظة اللي بيجيلك فيها حنين لمكان معين او عادة معينة كنت بتعملها وبطلتها او شخص معين يجي على بالك وتفتكر موقف معين كنت معاه فيه
لحظة حنين.. تنزل الشارع بعد الدنيا ما تبطل شتا وتشم ريحة الشتا على جدران المباني وساعتها تفتكرعلى طول احساسك وانت نازل المدرسة في شهر 12 او 1  بدري اوي قبل ما الشمس تشرق بالكامل

او تشوف الغروب تفتكر أيام الصيف وهما بيقلولك خلاص الشمس حتروح واحساس الزعل ان خلاص وقت المرواح جه ومافيش بحر تاني باقي اليوم
تسمع جزء من اغنية تفتكر بيه موقف كامل حصل وكنت بتسمع الاغنية دي او ممكن يكون جزء من موسيقي تصويرية او تتر فيلم ولا مسلسل قديم يرجعلك ذكرى موقف كامل حصل والفيلم ده كان شغال
او ممكن من غير اي مؤثرات خالص ومن غير سبب تفتكر حاجة وتستعيد موقف كامل في ذاكرتك وفي اللحظة دي يرجعلك نفس الاحساس وممكن نفس الالوان والروايح كمان
لحظات الحنين دي بتبقى لحظات جميلة اوي وغالبا الانسان اللي بتجيله اللحظات دي كتير بيبقى عايش واقع مش سعيد بيهرب منه للذكريات دي بس بيبقى ليها تأثير جامد تخلي الواحد يقدر يكمل..

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

سعادة غير مبررة


ظروف صعبة، موقف معقد مش باينله اي حل، عقل مش بيبطل تفكير طول الوقت، قلب موجوع وخايف من حاجات مش عارفها، لسان مش بيبطل دعاء لربنا بالصبر وطلب الرضا بالنصيب والقدر..
وفي وسط كل ده زي كده نسمة هوا باردة في عز الصيف يظهر احساس غير مبرر بالسعادة والرضا والهدوء، راحة بال، قلب مرتاح، وابتسامة عريضة، الوان، حب لكل الناس، للشوارع، البيوت، الاشجار، الوروود، الكائنات الحية وغير الحية، يستمر دقايق.. وبعدين يختفي وكل حاجة ترجع تاني زي الاول.
مجرد دقايق قصيرة عابرة بتعدي على عقل وقلب الانسان وبتختفي  تخلي الواحد يفكر، ده كتر يأس ولا كتر إيمان؟؟ من كتر اليأس وفقدان الامل مافيش طريق للحياة غير لحظة سعادة؟؟ ولا من كتر الايمان اتولد امل في أن كل حاجة حتخلص وتنتهي على خير؟؟
ايا كان سواء كده ولا كده هي لحظات بتيجي عشان تنقذ القلب والعقل من الم ووجع ممكن يقضي على الانسان احساس بيجي فجأة عشان يصبرنا نكمل من بعده الخوف والالم..

القرار



أنا اخدت قرار، أيوه و ده قرار نهائي و مش حارجع فيه، أنا مش حتكلم معاها تاني فى حاجة تخص الموضوع ده و أول ما تيجي زي عادتها و تدخل عليا و هي عينيها بتلمع من الفضول و ابتسامتها بعرض وشها و تقرب مني و تقولي قوليلي ها أيه الاخبار؟؟ حاقولها ما فيش جديد، أصلا الموضوع ده خلص و انتهى، و مش حاقول اي تفاصيل و حغير الموضوع خالص
انا بحبها جدا و بحب أتكلم معاها لكن طبعها غريب، دايما بتكون متشائمة، بكون انا مبسوطة و طايرة من الفرحة و بجري عليها عشان أقولها ايه اللي مفرحني الاقيها تقولي، استني بس و تقول حاجة تفوقني بيها من الحلم اللي أنا عايشاه، أقولها سيبيها على ربنا الحكاية لسا فى أولها مبدأتش، عشان خاطري سيبيني أستمتع بكل لحظاته عشان لو الموضوع انتهى ابقى عشت فيه ولو فترة قصيرة و استمتعت و فرحت لكن حتى لو سمعت كلامي مرة ما فيش فايدة، الطبع دايما يغلب التطبع
و هو دة سبب القرار اللي أنا خدته، أيوه أنا مش حكلمها تاني خالص عن الموضوع دة
ولا قيتها جت زي عادتها و دخلت عليا و هي عينيها بتلمع من الفضول و ابتسامتها بعرض وشها و قربت مني و قالتلي “قوليلي ها أيه الاخبار؟؟”
بصيت لها لحظة كده و قلتلها، الاخبار حلوة أوي تعالي لما احكيلك

انا في انتظارك


استيقظت من نومها مبكرا، و كعادتها عند الاستيقاظ في مثل هذا الوقت شعرت برغبة في الاستماع إلى أم كلثوم، أعدت كوب من الشاي الساخن المضاف له أوراق النعناع الأخضر وفتحت جهاز الكمبيوتر، اختارت بعض أغاني أم كلثوم بطريقة عشوائية، وتركت صوت أم كلثوم ينساب إلى قلبها مباشرة بكل ما يحمل من أحاسيس ومشاعر
“أنا وأنت ظلمنا الحب بأدينا
وجينا عليه وجرحناه
لحد ماضاق حولينا
محدش منا كان عايز يكون أرحم من التانى ولا يضحى عن التانى”
حركت الكلمات مشاعرها بشدة، وتسآلت كيف يمكن أن يقتل أحد الحب في داخله بهذا الطريقة، لا يجب أن يحدث هذا أبدا، لا كرامة بين المحبين، لا يهم أبدا من أخطأ في حق الأخر، وإذا كان يحبها فعلا وهي متأكدة من أنه يحبها فسيقّدر تماما مبادرتها بالسؤال عنه ومحاولتها لإصلاح الأمور
ثارت على نفسها وعلى اللحظة التي شعرت فيها بالغضب يعمي قلبها عن حبها له ويمنعها من الاتصال به والسؤال عنه طوال تلك الفترة، كيف نست حبها له، كيف استطاعت أن تكون قاسية بهذا الشكل، وتذكرت كل شعور جميل شعرت به تجاهه، وكل لحظة مرت عليها وهي تفكر فيه، وتذكرت كم كان يمر الوقت سريعا وهي معه وكم تمنت لو استطاعت أن تتوقف تلك اللحظات إلى الأبد
 أسرعت إلى الهاتف وضغطت على الأزرار، لن تضيع لحظة أخرى وهي بعيدة عنه، وستخبره كم تحبه وكم اشتاقت إليه، وكم تتمنى أن تكون معه في تلك اللحظة… لكن يديها توقفت، تراجعت، وتسآلت، هل هي تخطئ في حق نفسها؟، هل سيقدر مبادرتها بالفعل؟، أم سيعتاد على مثل هذا التصرف منها وسينتظرها دائما لتبادر بالصلح والاعتذار حتى ولو كان هو من اخطأ في حقها، وإذا كان يفتقدها مثلما تفتقده هي الآن فلماذا لم يتصل بها؟..  تسلل إلي تساؤلاتها في تلك اللحظة صوت أم كلثوم
بدي أشكيلك من نار حبي
بدي أحكيلك علّي في قلبي
وأقولك عاللّي سهرني وأقولك عاللّي بكاني
واصورلك ضنى روحي
وعزة نفسي منعاني

حب رصين



جلسن هن الأربعة في حديقة الكلية في انتظار المحاضرة التي ستبدأ بعد ساعة ، و سألت إحداهن الأخريات قائلة
كيف تتخيل كل منكن قصة حبها؟
بدأن في الإجابة على السؤال و تخيلت كل منهن قصة الحب التي تتمنى أن تعيشها، إلى أن جاء الدور عليها في الإجابة و قالت أنها تتمنى أن تعيش قصة حب يتحدث عنها جميع الأصدقاء و الأقارب، و أن يحبها حبيبها بشدة، و أن تغير منها و تحسدها جميع الفتيات و أن تتمنى كل منهن حبيب مثل حبيبها و قصة مثل قصتها
مرت الأعوام و قابلت حب حياتها، عاشت معه قصة حب كانت محور الأحاديث، كان يحبها بجنون و لا يرفض لها طلبا، يحقق لها ما تحلم به حتى قبل أن تتطلبه، كان يحيطها بمشاعره و أحاسيسه و يقول لها ما تتمناه كل الفتيات
لكنها لم تكن سعيدة، تمنت في أعماقها لو كان أكثر وقارا و رصانة، تمنت أن تلح عليه في طلب شيء يرفض أن ينفذه لها، تمنت أن تتحرق شوقا لسماع كلمة رومانسية من الكلام الذي يسمعه لها طوال الوقت، تمنت أن يتشاجر معها حتى تحاول مصالحته و الاعتذار له، تمنت لو نظر لها في مرة و لم يرتسم على وجهه علامات الإعجاب و الوله
فكرت قليلا فيما تتمنى ثم قالت
 عليّ الانتباه قليلا لما أتمناه، من الواضح أن الأمنيات تتحقق أحيانا

بعد اللقاء


أرتفع صوت دقات قلبه ليطغي على الضجيج المحيط به لحظة هبوط الطائرة، وأنهى إجراءات خروجه من المطار بطريقة آلية، فهو لم يكن يفكر في شيء سواها، ولا يرى أمام عينيه سوى وجهها الذي لم يره منذ عشر سنوات، عشر سنوات كاملة افترق فيها عنها، سافر فيها الى بلاد غريبة ليعيش وسط مجتمع غريب من أجلها هي، لم يكن يعرف شيئا عن أخبارها طوال هذا الوقت، الا من خلال كلمات عابرة فى خطابات والدته له، عرف منها انها لم تتزوج، وهو ما جعله متأكدا من انها لم تستطع الارتباط بغيره، فى اللحظة التى خطى فيها خارج المطار نسى كل سنوات الغربة وأراد ان يسابق الزمن ليصل إليها ويعوضها عن كل لحظة عاش فيها بعيدا عنها
لم تصدق أذنيها عندما سمعت بخبر عودته، كررت الخبر على مسامع نفسها اكثر من مرة لتستوعبه، ثم كررته مرات أخرى لتصدقه، ستراه بعد كل هذا الغياب، هي التي عزفت عن الارتباط  بل وعزفت عن الحياة نفسها، لم تكن تفعل شيئا سوى انتظار عودته، ان يأتي اليها مرة اخرى لتكمل حياتها معه وتعوضه عن السنوات العشر التي قضاها من عمره فى ارض غريبة، إنتظرت موعد وصوله وحدقتاها معلقتان على أول الطريق، فى نفس الموقع الذي وقفت فيه منذ عشر سنوات تودعه بدعواتها ووعودها له بالانتظار.
ورأته يقف عند بداية الطريق ينظر اليها، هرعت اليه فى لمح البصر وسط دموعهما وضحكاتهما وخفقات قلبيهما معا، وتلاقت يداهما فى سلام دافئ يحمل مشاعر كل منهما تجاه الأخر، ونظرات كل منهما تتفحص الأخر لترى ما فعله الزمن والفراق والعذاب به.
جلسا معا فى نفس المكان الذي اعتادا على الجلوس فيه دائما، وتحدثا طويلا، حديث جدير بعشر سنوات من الفراق، حديث عميق رأى فيه كل منهما بوضوح ما غيرته السنوات العشر بالأخر، وكلما طال بهما الحديث كلما أكتشفا كم التغير الذي أحدثته الغربة وأحدثه البُعد
 وانتهى اللقاء على وداع صديقين عزيزين اجتمعا فى احد الأيام على قصة مشتركة، قصة كانت ثمنا لعشر سنوات من الفراق

ليس مجرد كلام



شخصية خجولة تميل إلى الصمت، تفضل الاحتفاظ بآرائها لنفسها، ردود أفعالها باردة، لا تبدي رأيا بوضوح سلبيا كان أم ايجابيا، هذا ما كان يراه كل المحيطين بها، أما المقربين منها فقد اعتادوا على ردود أفعالها التي غالبا ما تحرج الأخرين
هي لم تستطع تغير تلك الفكرة المأخوذة عنها، ليس لعدم اكتراث و لكن لأنها حاولت كثيرا و فشلت، كانت تتأثر من أقل شيء، من ضحكة طفل، أو دموع فراق، أو حتى مشهد مؤثر في فيلم، و لكنها لم تكن تعبر عن هذا التأثر بالكلمات، كانت خجولة، خجولة لدرجة أن ملامحها كانت تتجمد لتبدو صخرية باردة و لا تظهر عليها ردود الأفعال، اعتادت على سماع ما يصفها به الآخرون من برود مشاعر و من أنها تشبه التمثال الحجري، و في داخل هذا التمثال الحجري كان قلبها يتمزق عند سماع تلك الصفات إلا أن الكلمات لم تكن تساعدها لتدافع بها عن نفسها
كانت تضحك، و تبكي و تعلق، و تقول أرائها و تعليقاتها على كل شيء، لكن في داخلها، دون أن تواتيها الجرأة على التعبير عن تلك المشاعر و الأفكار بطريقة طبيعية، تكتفي بابتسامة في الوقت الذي ينفجر فيه المحيطين بها من الضحك على مشهد كوميدي، و كلمات أخرى قصيرة للتعبير عن شكرها أو سعادتها أو استيائها تجاه المحيطات بها،
و تعرفت عليه، لم تكن تأمل في أن يعاملها بطريقة مختلفة عن الطريقة التي يعاملها بها الآخرون، و لكن ما أدهشها أنه فعل، لقد رأى فيها ما لم يره حتى أقرب المقربون لها، أدرك كم هي إنسانة حساسة و خجولة، و شعر بتأثرها و أحاسيسها التي لا تظهر حتى على ملامح وجهها، قدر صمتها وشعر بالدفء الكامن خلف هذا القناع البارد البادي على وجهها، كان يعرف معنى ابتسامتها الصغيرة و ما تحمله خلفها من مشاعر سعادة كبيرة، و نظرتها الخجولة التي تمر سريعا على وجه طفل صغير و كم المشاعر الرقيقة التي تعنيها تلك النظرة
و عندما رأته في ذلك اليوم ينظر لها تلك النظرة التي تعرف أنه يقرأ بها ما يدور بخلدها، نظرت له و لأول مرة في حياتها تورد وجهها بحمرة الخجل و ابتسمت له، فابتسم لها بدوره و قال
و أنا أيضا أحبك

المفروض

من الصفات التي تتميز بها المجتمعات الشرقية هي أهمية و قوة “العرف و التقليد” والتي تفوق في معظم الأحيان أهمية القوانين نفسها، و جد أنها في بعض الأحيان يطلق عليها كلمة الأصول، وبالرغم من أهميتها الشديدة في حفظ توازن المجتمع والحفاظ على الحدود الفاصلة بين المسموح والممنوع، و تحديد حركة الأفراد وحريتهم داخل المجتمع إلا إنها في بعض الأحيان تصيب الأفراد بحالة من الجمود الذي يقتل أي روح للابتكار أو على الأقل التغيير فمثلا نجد إن فكرة التحاق التلاميذ بالتعليم الفني غير مطروحة نهائيا عند أي أسرة فيها طالب في المرحلة الإعدادية، بغض النظر عن قدرات هذا الطالب ومواهبه، فحتى الطالب ذو القدرات المحدودة مّطالب ببذل أقصى جهد قد يصل إلى حد إضراره فكريا وعصبيا وأن يقوم بمحاولات مستميتة ليلتحق بالتعليم العام وليس الفني والسبب في ذلك إن المفروض الواحد يبقى في ثانوية عامة وبالطبع في المرحلة الثانوية نلاحظ نفس الملاحظة بداية من محاولات الجميع للالتحاق بالقسم العلمي، ثم الالتحاق بكليات القطاع الطبي وكليات الهندسة لأن الواحد المفروض يبقى دكتور أو مهندس حتى في العمل يبحث الخريجون عن الوظائف المكتبية على حساب العمل الحر أو حتى العمل الفني أو التقني أو غيرها من الأعمال لأن المفروض الواحد يبقى موظف وفي مراحل الزواج، فنجد إن العرف يتدخل في طريقه اختيار أثاث منزل الزوجية، ونلاحظ أن سيدات الأسرة الأكبر سنا يسردون قائمة من “المفروضات” التي يجب أن تكون موجودة في منزل الزوجية بغض النظر عن رغبة المقبلين على الزواج أنفسهم والذين سيعيشون في هذا المنزل ويستخدمون هذا الأثاث مثلا الصالون المفروض يبقى مدهب طقم الصيني المفروض يبقى 646757 قطعة وهكذا تحدث عملية نسخ غريبة تقضي على أي روح للتغيير أو الابتكار وكل ذلك يحدث تحت مسمى المفروض، وأكتفي بهذا القدر لأن “المفروض” أروح أذاكر 

عودة الندل



دايما كان أقرب واحد ليها، رغم إن اللي  بيظهر قدام اللي حواليهم إن هما مش متفقين خالص، لكن جوه نفسها كانت عارفة إن هو الأقرب، اول ما بتواجهها اي مشكلة بتجري عليه و تقولها له، اول ما بتفكر فى حاجة بتعمل حساب رد فعله و تفكر ممكن يكون إيه، وكانت عارفة إن ليها مكانة خاصة فى قلبه وإن هي مهمة عنده زي ما هو مهم عندها
لما حست ان فى حاجة جديدة حلوة فى حياتها حاولت باستماته إن هي تشركه فيها وقدرت فعلا تخليه يهتم ويعيش معاها تجربتها
لكن فى لحظة من اللحظات فى حياتها لقت نفسها بتنسحب داخل نفسها وبدل ما هو يفهم قد إيه هي كانت محتجاه فى اللحظات دي، افتكر إن هي خلاص مش محتجاله فى حياتها تاني وبعد عنها، ولما رجعت لطبيعتها ملقتهوش، تاهو عن بعض كل واحد راح فى طريقه، صحيح بتشوفه زي الاول ويمكن اكتر كمان، يعني كان موجود ظاهريا فى حياتها ، حست بغيابه وأفتقدت كل لحظة كانت قريبه له فيها واتمنت لو الزمن يرجع بيها لما كانوا صغيرين عشان يقربوا من بعض تاني واتمنت لو تقدر تكرر كل لحظة كانت قريبة منه فيها الف مرة
قررت تدور على الحاجة اللي ضاعت وترجعها مرة تانية وحاولت وحاولت لحد ما قدرت ترجعه تاني زي الأول، صحيح ضاع وقت كتير، لكن لسه فى حاجات أكتر جاية

لأنه أنت



نعرف إننا نعني لك الكثير، نعرف إنك دائما تراجع نفسك في كل تصرف أو قرار تتخذه بصددنا، و تتسآل طوال الوقت هل كنت منصفا أم مقصرا؟، هل كان هذا كافيا وصائبا أم أن القرار كان يجب أن يكون مختلفا؟
نراك دائما تلوم نفسك أولا إذا أخطأ أحدنا في حق نفسه، نراك تحمل نفسك مسؤولية كل خطوة في حياتنا، و تحاسب نفسك في اليوم الواحد ألف مرة على ما يخص كل من منا
نرى فزعك وخوفك إذا مس أحدنا سوء، نرى سعادتك ورضاك إذا رأيت مجرد ابتسامة على وجوهنا، و نرى تأثرك والدموع التي تلتمع في عينيك إذا أسمعك احدنا كلمة شكر أو نظر لك نظرة حب وأمتنان
ندرك سبب قلقك علينا عندما نسألك عن التفاصيل والخطوات التي يجب أن نعتمد على أنفسنا فيها، وقلقك عندما نتواكل عليك في إتمامها، و نعي تماما كم سيسعدك لو بادر أي منا باتخاذ خطوة بمفرده معتمدا فيها على نفسه، لكننا نعتمد عليك لأننا لا نستطيع الاستغناء عن مباركتك لكل تفاصيل حياتنا، التافهة قبل المهمة والمهمة قبل المصيرية
أراك تتسآل إن كنت تستحق كل هذا الحب، وتستحق كل هذا القلق و الخوف .. أنت تستحق ما هو أكثر وتستحق ما هو أفضل و سنحاول طوال الوقت أن نكون من يستحق من هو مثلك

في العائلة خمس فوائد



حاجة حلوة أوي إن الواحد يكون فرد في عائلة كبيرة، وده ليه فوائد كتيرة زي الفوائد اللي في القراءة والفوائد اللي السفر، فاللعائلة الكبيرة أيضا خمس فوائد .. هي إيه؟ أنا أقولكوا
أولا: شيوع الجريمة
يعني مثلا لما واحد يعمل كارثة وينكر، ويجي الثاني يقول والله ما أنا اللي عملتها، وعقبال بقى ما يخلص استجواب جميع الأفراد بتكون الجريمة نفسها إتنست أصلا وطالما ما فيش جريمة، يبقى ما فيش عقاب
ثانيا: تداول الأخبار
أحلى حاجة في العائلة الكبيرة لما تكون قاعد بتفطر الصبح وتلاقي الأخبار كلها جاية لغاية عندك، نطفي بقى التلفزيون ونقعد نسمع تلاقي الأخبار من الشرق ومن الغرب بالإيجاز أو التفصيل حسب الرغبة وأنت قاعد في مكانك
ثالثا: الثراء السريع
من أهم فوائد العائلة الكبيرة إن طول ما أنت ماشي بتلاقي فلوس، أيوه بجد. مثلا محفظة على السفرة وطالع منها خمسة جنية حنسيبها كدة لأ طبعا ماينفعش، وبعدين على الكرسي تلاقي شنطة فيها اتنين تلاتة جنية فكة كده، وفي المطبخ باقي الطلبات ومحدش بيحس بالفكة، يبقى على اخر اليوم تلاقي نفسك طلعت بتلاتين اربعين جنية كده من غير تعب ولا شغل ولا وجع دماغ
رابعا: التسلية
يا سلام بقى لما بتيجي لحظات الهزار عند كل الافراد فى لحظة واحدة، بيبقى السيرك القومي بالظبط، ناس بتضحك هنا وناس بتضرب بعض هناك وعيال صغيرة بتطلع من تحت الكنب والكراسي، منتهى التسلية لا روتانا سينما ولا حتى اعلانات ميلودي
خامسا: الهدف القومي
ودي الحاجة اللي شعب مصر كله بيفتقدها الا الناس اللي عايشة فى عائلة كبيرة، دايما بنجتمع على هدف و بيكون هو الشغل الشاغل لينا كلنا بس يا عيني بقى على المستهدف، يعني حد عنده امتحان، او حد حيتخطب او يتجوز، او ممكن حد جايله شغل، بتبقى غرف العمليات فى كل مكان والتليفون مش بيبطل رن والناس كلها بتتابع الحدث لحظة بلحظة وده ما بيفرقش فيه اى مسافات او حواجز كله بيسأل وكله بيعرف ولما يخلص الهدف او نخلص على المستهدف بمعنى أصح، نلف و نيجي على اللي بعده
وده بيثبت إن دايما
عائلة كبيرة .. تساوي حياة أفضل

حلم عادي.. غير منطقي



هي إنسانة على قدر من الثقافة والتفتح، وعلى قدر من المرونة ولديها قدرة يحسدها عليها الكثيرون على التكيف مع الظروف المتغيرة بل وأكثر من ذلك فهي تنظر دائما للجانب المشرق والايجابي حتى في أحلك الظروف
لكنها لا تستطيع التنازل عن الحصول على هذا الحق بالأسلوب والطريقة التي تمنتها طوال حياتها، لا تستطيع تحت أي مسمى من المسميات سواء مرونة أو تكيف أو أي شيء أخر أن تقبل تلك الفكرة، لا تستطيع تحمل تلك الطعنة التي تتوجه مباشرة إلى أنوثتها و إن حدث ستكون هي من سدد لنفسها تلك الطعنة
نعم هي تحبه، اختبرت مشاعرها أكثر من مرة وحاولت أن تكذب أحاسيسها ولكنها محاولات باءت بالفشل والغريب أنها لا تعرف حتى إن كان يبادلها نفس المشاعر أم لا؟؟، فأحيانا تكون متأكدة من انه يبادلها نفس المشاعر وفي أحيان أخرى تشك في إن كان حتى يتذكر وجودها في الحياة
ومع ذلك تحبه، وإن كانت لا تستطيع أن تبادر ولن تبادر، نعم هي قوية ودائما ما كانت تحصل على ما تريد وتتحدث عن مشاعرها تجاه كل الناس بمنتهى الصراحة، فهذا تكرهه وتلك تحبها وتشعر بالحنق تجاه هؤلاء، حتى أنها اتُهمت من قبل بالجرأة التي قد تصل إلى حد الوقاحة، ولكن عند هذا الاعتراف الذي يمس أدق مشاعرها ويمس الإحساس الصادق النابع من أعمق أعماقها، لا تستطيع القيام بتلك الخطوة رغم قدرتها على الاعتراف بمشاعرها بمنتهى السهولة والثبات، هي لا تستطيع القيام بتلك الخطوة ليس بسبب ضعف أو عدم قدرة أو حتى لعدم تأكدها من مشاعره تجاهها، ولكن لأنها تمنت وحلمت طوال حياتها بتلك اللحظة التي يعترف لها فيها الإنسان الوحيد الذي احتفظت بكل مشاعرها لأجله طوال هذا العمر والذي استطاع أن يحرك كل تلك المشاعر ويعيد الحياة للمشاعر الآسنة التي كانت قد بدأت تنسى وجودها أصلا بحبه لها، تلك اللحظة التي ستحتفظ بها في قلبها وذاكرتها إلى الأبد ستحتفظ بها في إطار من ذهب وتعلقه على جدار قلبها طوال حياتها، لا تستطيع أبدا تخيل إنها تبادر وتقول له انها تحبه حتى لو تقبل مبادرتها، و حتى لو كان يبادلها نفس المشاعر فهي لن تنسى أبدا تلك اللحظة التي قامت فيها بالدور الذي رسمته له
تمنت على قدر قوتها وإحساسها بالتفوق أن يأتي من يحتويها وأن تكون هي الطرف الأضعف، الطرف الذي يحتاج إلي الحماية، تحتاج إلي الرجل الذي يغدق عليها من حنانه و صرامته في آن واحد
تفكير العصر الحجري؟؟ ربما، تفكير أمينة و سي السيد؟؟ جائز، مهما كانت الأفكار والمسميات أو التعليقات على هذا الحلم إلا انه حلم عادي ومشروع وإن كان غير منطقي مقارنة بطبيعة شخصيتها الصدامية الصارمة التي تميل إلى الشراسة في بعض الأحيان
تدرك تماما إن صمتها يمكن أن يجعلها تفقد حب حياتها إلى الأبد
ولكنها تفضّل المغامرة بفقدان الحب عن التنازل وفقدان الحلم

بس أنا بنت



 إنت مش بتحبي القطط؟
لأ
إزاي مع أنك بنت
إنت مش بتحبي تتصوري؟
لأ
إزاي مع أنك بنت
إنت مش بتحبي اللبس الموف و البينك؟
لأ
إزاي مع أنك بنت
إنت مش بتحبي تلبسي جزم بكعب؟
لأ
إزاي مع أنك بنت
انت مش بتحبي تقعدي فى كافيهات؟
لأ
إزاي مع أنك بنت
أنا عايزة اعرف هو فى قاموس بيقول البنت تلبس إيه و تاكل إيه و تحب إيه و تشرب إيه؟
أيوه أنا مش بحب أعمل كل الحاجات دي، مبحبش القطط و لا بحب أتصور، و بحب البس كحلي و اسود و رصاصي و بحب ألبس جزم على الأرض و شنط كاجوال و مبحبش أقعد فى كافيهات و بحب اسمع سيد درويش و عبد الوهاب و منيرة المهدية كمان، و رغما عن أنف القاموس
أنا بنت

خلل في المقاييس



ظاهرة غريبة لاحظتها و لاحظها ناس كتير كمان حواليا، الظاهرة هي إن فى خلل حصل في المقاييس الجثمانية للناس وخصوصا جيل الشباب فى مرحلة العشرينيات من عمرهم، يعني الجيل اللي أنا منه واللي اكبر مني بشويه، معرفش إيه اللي حصل لهم زي ما يكون نزل عليهم التخفيض صغروا وقصروا يجي واحد منهم يتكلم معايا الاقي نفسي ببص له من فوق ويدوب طوله واصل لكتفي بالعافية، واقعد اقول فى بالي يا ترى فين أيام لما كان شكري سرحان واحمد رمزي هما شباب الجامعة، و يا عيني كان عبد الحليم حافظ هو الصغير اللي فيهم، واللي زاد وغطى طبعا القدوة بتاعهم اللي بيقتدوا بيه حساس الجيل وابن النيل، تلاقي بقى الواحد من دول طوله مايكملش متر و نص ووزنه بالعافية 30 كجم وماشي فى الكلية فى عز الشتا ولابس قميص و مطلع شعر صدره وشعر ذقنه و شعر حواجبه وفاضل يطلع شعر من سنانه، ولابس “شبشب” وفاضل شوية وتجيله في رجليه قضمة الصقيع، وفاكر نفسه كده قال إيه بقي طموره بجلالة قدره، ويا سلام بقى لو تلاقي بنت ماشية مع واحد من دول و تقفشني وأنا  ببص على الكائن اللي هي ماشية معاه والاقيها بتزغرلي و بتبص لي من فوق لتحت فاكرة يعني ان انا معجبة بالحته الجامدة اللي ماشية معاها، جاتها خيبة وهو شبه البرص الجعان، بس يلا ربنا يهني سعيد بسعيدة
و أنا بقى فى عز التأملات والافكار وإذ بي أفاجآ بإن الدنيا غيمت والشمس اتحجبت وسمعت موسيقى طالعه من اللا مكان والفراشات بتحاوطني من اليمين والشمال وزقزقة العصافير مالية وداني والاقي قدامي واحد طويل وعريض رجعني لزمن الفن الجميل  يحي شاهين ورشدي أباظة وجميع الفطاحل اللي عرفتهم واذ به بيقرب مني، ووقف قدامي..، وفجأة فوقت على صوت طفل صغير بيقولي “لو سمحتي هو دة مدرج 2؟”
طفل ايه دة و بتاع ايه و مدرج إيه هو ده وقته؟!! وبعدين هو إيه اصلا اللي يخلي طفل صغير يجي المجمع، اعدت ابص حواليا يمين وشمال أدور على مصدر الصوت بس مفيش اي اطفال هنا وبعدين سمعت نفس السؤال تاني، واكتشفت الحقيقة المرة وهي ان هذا الفطحل اللي قدامي هو اللي بيسأل السؤال
بصيت له كده و قلت فى عقلي يادي النيلة هي الخيبة طالت الاصوات كمان
 أيوه هو ده المدرج

الأحياء الأموات..



سمعنا كثيرا عن الموتى الأحياء، و شاهدناهم أيضا في الأفلام الأجنبية، و هي كائنات كانت في احد الأيام بشرية و استمرت فى التصرف مثل الأحياء حتى بعد موتها، فكرة سخيفة و لكننا مللنا من تكرارها فى الأفلام
لكن هل رأى أحدكم من قبل الأحياء الموتى؟؟ لا، حسنا دعمني أحدثكم قليلا عن تلك الكائنات، هي كائنات بشرية تشبه البشر من حيث الشكل و المظهر و القيام بالعمليات الحيوية، و لكنهم يختلفون عن البشر في السلوك و التفكير، هي كائنات تعيش مثل البشر، تأكل، و تشرب، و تدرس في الكلية، و تعمل، بل و الغريب أيضا إن تلك الكائنات تتزوج في احد الأيام و تتكاثر و تنجب كائنات مثلها تماما
لكن تفرق تل الكائنات عن البشر في إنهم أموات، نعم كائنات تعيش بلا اهتمامات أو هوايات أو طموحات أو أحلام
إذا حاولت مثلا أن تسال احدهم
هل تحب القراءة؟
لا
هل حاولت؟
لا
هل هناك أمل في أتحاول؟
لا
بم تحلم؟
و هل هذا ضروري؟؟
اعتقد ذلك
هل حاولت أن تحلم؟
لا
هل هناك أمل في أن تحاول؟
في الحقيقة لا
أما إذا ساقك حظك العثر في أن تعرض على احدهم ما يكسر روتين و رتابة حياتهم، ستتفاجآ برد الفعل في البداية ستجد هذا الكائن في منتهى الحماس، ثم فجأة يبدأ التراجع، هي فكرة رائعة، لكن..، في الحقيقة..، هل يجب أن نقوم بعمل شيء مختلف الحياة مريحة على وضعها الحالي و لا يجب تغييرها.
و من الصفات المميزة لتلك الكائنات أيضا إلقاء المسؤولية على المحيطين بهم أب أو أم أو اخ أو شخص أخر يستطيع أن يتحمل تلك المسؤولية، تلك الكائنات لا تتحمل مسؤولية طعام أو شراب أو سكن أو زواج أو أي شيء أخر يخصها، يهمها فقط أن يتم تلبية احتياجاتها الأولية في أي صورة أي طعام أي سكن أي زواج لا يهم.
و هنا ستسألني لماذا تعيش تلك الكائنات معنا فى الحياة؟
أقول لك ببساطة لماذا في رأيك نطلق عليهم الأحياء “الأموات”؟

انتظار ممل!



انا عندي أرق غريب و مش قادرة أنام، عمالة أفكر يا ترى أيه اللي حيحصل، يا ترى حاكون فرحانه و لا زعلانة، مش عارفة
كل اللي أنا عارفاه إن انا متحمسه جدا و مش قادرة استنى، بفكر و اتخيل و اتمنى و مستنيه
حالة مملة من الترقب و الانتظار متملكاني زي ما اكون مستنية نتيجة أمتحان، او رايحة اقابل حد، أو حتي مسافرة او رايحة مكان جديد
مش قادرة انتظر، و مش قادرة اعمل حاجة غير الانتظار، لكن السؤال المهم اللي بسأله لنفسي فى اللحظات دي
 ”هو أنا مستنية إيه؟”

وأكتب ليه؟؟



عمري ما فكرت قبل كده إن أنا اكتب خواطر أو مذكرات أو أيا كان اسم الحاجة اللي أنا حكتبها، لا بالعكس أنا كنت باستغرب الناس اللي بتكتب أفكارها و مشاعرها و أقول ليه بيعملوا كده؟؟
 يمكن عندهم موهبة كتابه، أو يمكن مش قادرين يعبروا عن نفسهم و مشاعرهم بالكلام فبيلجأوا للكتابة، طول عمري أفكر أنه لو صادفتني أي مشكلة أو حتى أي كلام جه على بالي و عايزه أعبر عنه و أقوله حاعرف أتكلم بسهولة و أقول كل اللي أنا عايزه أقوله و اخلص شحنة الكلام و التعبيرات اللي عندي، لكن عمري ما فكرت انه حيكون في يوم مش حلاقي حد يسمعني، و هي دي المشكلة يعني لو كنت قدرت أتغلب على مشكلة الكلام و التعبير عن نفسي و أفكاري، فأنا مش قادرة أتغلب على مشكلة “مين يسمع؟؟” مقدرش أفرض نفسي على حد مش حاحكي للناس غصب عنهم
 و كانت دي الحاجة اللي عمري ما عملت حسابها، فجأة و في غفلة من الزمن الاقي نفسي في يوم كل اللي حواليا بيبعدوا عني بدون إبداء أسباب أو أعذار، انسحاب سريع و منظم و أنا بقيت لوحدي أتكلم و محدش فاضي يسمع، اطلب أتكلم معاهم الاقيهم مشغولين كل واحد في حياته و أفكاره الخاصة، طيب و أنا؟؟
ساعتها بس قررت إني امسك ورقة و قلم و أكتب، أكتب فكرة جت على بالي أو حاجة حسيت بيها، أو حتى اسأل عن ناس بقالي كتير مسمعتش عنهم، و لقيت حاجة قوية بتلح عليا عشان أعبر عن نفسي بالكتابة، و لقيت إن دي الحاجة الوحيدة اللي حتنقذني من إحساس الخرس و الصمت الإجباري
دلوقتي بقى أنا قدرت افهم إحساس الناس اللي بتحب تكتب الخواطر أو المذكرات أو أيا كان اسم الحاجة اللي بيكتبوها، و دي اجابة السؤال
 ”أكتب ليه”؟؟