هي إنسانة على
قدر من الثقافة والتفتح، وعلى قدر من المرونة ولديها قدرة يحسدها عليها الكثيرون
على التكيف مع الظروف المتغيرة بل وأكثر من ذلك فهي تنظر دائما للجانب المشرق والايجابي
حتى في أحلك الظروف
لكنها لا تستطيع
التنازل عن الحصول على هذا الحق بالأسلوب والطريقة التي تمنتها طوال حياتها، لا تستطيع
تحت أي مسمى من المسميات سواء مرونة أو تكيف أو أي شيء أخر أن تقبل تلك الفكرة، لا
تستطيع تحمل تلك الطعنة التي تتوجه مباشرة إلى أنوثتها و إن حدث ستكون هي من سدد لنفسها
تلك الطعنة
نعم هي تحبه، اختبرت
مشاعرها أكثر من مرة وحاولت أن تكذب أحاسيسها ولكنها محاولات باءت بالفشل والغريب
أنها لا تعرف حتى إن كان يبادلها نفس المشاعر أم لا؟؟، فأحيانا تكون متأكدة من انه
يبادلها نفس المشاعر وفي أحيان أخرى تشك في إن كان حتى يتذكر وجودها في الحياة
ومع ذلك تحبه،
وإن كانت لا تستطيع أن تبادر ولن تبادر، نعم هي قوية ودائما ما كانت تحصل على ما
تريد وتتحدث عن مشاعرها تجاه كل الناس بمنتهى الصراحة، فهذا تكرهه وتلك تحبها وتشعر
بالحنق تجاه هؤلاء، حتى أنها اتُهمت من قبل بالجرأة التي قد تصل إلى حد الوقاحة، ولكن عند هذا الاعتراف الذي يمس أدق مشاعرها ويمس الإحساس الصادق النابع من أعمق أعماقها،
لا تستطيع القيام بتلك الخطوة رغم قدرتها على الاعتراف بمشاعرها بمنتهى السهولة والثبات،
هي لا تستطيع القيام بتلك الخطوة ليس بسبب ضعف أو عدم قدرة أو حتى لعدم تأكدها من مشاعره
تجاهها، ولكن لأنها تمنت وحلمت طوال حياتها بتلك اللحظة التي يعترف لها فيها الإنسان
الوحيد الذي احتفظت بكل مشاعرها لأجله طوال هذا العمر والذي استطاع أن يحرك كل تلك
المشاعر ويعيد الحياة للمشاعر الآسنة التي كانت قد بدأت تنسى وجودها أصلا بحبه لها،
تلك اللحظة التي ستحتفظ بها في قلبها وذاكرتها إلى الأبد ستحتفظ بها في إطار من ذهب
وتعلقه على جدار قلبها طوال حياتها، لا تستطيع أبدا تخيل إنها تبادر وتقول له انها
تحبه حتى لو تقبل مبادرتها، و حتى لو كان يبادلها نفس المشاعر فهي لن تنسى أبدا تلك
اللحظة التي قامت فيها بالدور الذي رسمته له
تمنت على قدر قوتها
وإحساسها بالتفوق أن يأتي من يحتويها وأن تكون هي الطرف الأضعف، الطرف الذي يحتاج
إلي الحماية، تحتاج إلي الرجل الذي يغدق عليها من حنانه و صرامته في آن واحد
تفكير العصر الحجري؟؟
ربما، تفكير أمينة و سي السيد؟؟ جائز، مهما كانت الأفكار والمسميات أو التعليقات على
هذا الحلم إلا انه حلم عادي ومشروع وإن كان غير منطقي مقارنة بطبيعة شخصيتها الصدامية
الصارمة التي تميل إلى الشراسة في بعض الأحيان
تدرك تماما إن
صمتها يمكن أن يجعلها تفقد حب حياتها إلى الأبد
ولكنها تفضّل
المغامرة بفقدان الحب عن التنازل وفقدان الحلم