الخميس، 20 ديسمبر 2012

زهور مجانية


منزل صغير في قرية صغيرة عاشت فيه تلك الفتاة الشابة الظريفة التي كانت تعيش مع والدتها الطاعنة في السن، كانت محبوبة من الجميع معروفة بوجهها الصبوح وابتسامتها المشرقة، كان كل من في القرية يحب التعامل معها عرفوها وهي صغيرة وراقبوها وهي تكبر وتتولى خدمة والدتها التي كانت غير قادرة على خدمة نفسها، اهتمت بشئون بيتها ورعاية والدتها ومع ذلك لم تنس الاهتمام بحديقتها الصغيرة، هذا المكان القريب الي قلبها الذي كانت تعطي له كل ما تبقى من وقتها واهتمامها وهو حديقة الزهور الخاصة بها، كانت تهتم بكل زهرة تكاد تعرف عدد اوراق كل واحدة منها اهتمت بزهورها كأنها تهتم بأولادها.

و في احد الايام اخذت تتأمل حديقتها وقد لاحظت ان عدد الزهور ازداد بشكل واضح واثر فيها بشكل كبير ان زهورها الجميلة موجودة هنا خلف الاسوار دون ان يراها او يشعر بها احد، وفي المساء عندما نام الجميع في تلك القرية الصغيرة اخذت زهرة من كل نوع ووضعتها على شبابيك الجيران الذي كانوا يتركونها مفتوحة دائما كعادتهم، وفي صباح اليوم التالي عندما استيقظ جيرانها وجد كل منهم زهرة تشبهه على شباك منزله وعرف الجميع مصدر الزهور، اثر وجود الزهور في يومهم جميعا وشكرها كل من رآها على هذه اللفتة الجميلة الرقيقة.

كررت نفس العمل مرة اخرى في المساء، وفي الصباح كان هناك من استيقظ باحثا عن زهرته وكان هناك من ابتسم وترك الزهرة مكانها وهناك ايضا من احتفظ بزهرته في كوب ماء وغيرهم من وضعها في كتاب واخر شم عبيرها والقاها على المائدة ملتفتا لأعماله، كانت سعيدة بالابتسامة التي تضعها على وجه جيرانها وسعيدة باهتمامهم بزهورها.

وفي اثناء جولتها الليلية المعتاده في احد الايام بعد حوالي اسبوع من وضعها للزهور على شبابيك جيرانها فوجئت بأن بعض جيرانها قد اغلقوا الشبابيك في اشارة منهم لإكتفائهم من الزهور، كذبت نفسها وقالت قد يكونوا شعروا بالبرد مثلا او قد يكون عدد الزهور لديهم ازداد قليلا ولن يستطيعوا الاعتناء بالمزيد منها، وبعد عدة ايام وجدت ان عدد الشبابيك المغلقة قد بدأ يزداد، لكنها استمرت في توزيع زهورها على باقي الجيران، وذات مساء خرجت لتوزع زهورها فوجئت بملحوظة قد وضعها احد الجيران على شباكه كاتبا """"""":الرجاء عدم وضع الزهور"، ونظرت حولها لتجد ان معظم شبابيك الجيران قد اغلقت.

شعرت بحزن شديد جلست في حديقتها وسط زهورها وقالت في نفسها كان يجب ان افكر في تلك اللحظة منذ رأيت ان الشبابيك قد بدأت تغلق، كان يجب ان اتوقف قبل ان يرفض احدهم زهوري، فقد فسر الناس منحي للزهور على انه عدم تقدير مني لأهميتها طالما اني امنحها بدون مقابل ودون ان يطلبها مني احد، لكنني سأتوقف عن منح الزهور لمن لا يعرف قيمتها سأحتفظ بزهوري في اعوادها وان ماتت فأكرم لها ان تموت في مكانها على ان تموت مدهوسة تحت اقدام من لا يعرف قيمتها، ومع ذلك ستظل زهوري مجانية لكنني سأمنحها لمن يأتي باحثا عنها لأنه هو فقط من سيهتم بها ويقدرها.

الاثنين، 24 سبتمبر 2012

من غير زعل


ملل، يأس، رغبة في التغيير، سأم، محاولة ادخال نوع من الحركة، التحدث في كل شيء واي شيء، افتعال الموضوعات، الاستطراد في الافكار، محاولة خلق المشكلات، ردود الافعال المبالغ فيها، حالة من التمرد على الذات، والتمرد على الامر الواقع، حالة من الثورة والرغبة في التغيير بصرف النظر عن معالم هذا التغيير
 بعدها بتيجي اللحظات اللي الانسان بيتمنى فيها انه ينسحب تماما وينعزل عن كل حد، وكل حاجة لغاية ما يخف، ايوه يخف من كل عبء، وكل ضغط، وكل احساس وحش، وكل مشاعر مؤذية، وكل كلام مؤلم سمعه، وكل موقف اتخذل فيه، وكل احراج اتعرض له، وكل فشل مر بيه، وكل ازمه كسرت فيه حاجة، وكل حد اتعشم فيه ومكانش قد العشم، وكل حاجة استناها ومحصلتش، وكل حاجة عملها وما اتقدّرتش، وكل كلام قاله وما اتفهمش، وكل تفسير وضحه وما اتصدقش، وكل حاجة زعلته وعيط من غير ما يقدر يسيطر على دموعه.


حلو اوي ان الواحد يلاقي اهله وصحابه وحبايبه حواليه، بس في الوقت ده مش بيحتاج غير انه يبقى مع نفسه، ينعزل ويبعد ويقعد مع نفسه يهديها، ويصالحها، ويطيب خاطرها، ويصلح نفسيته، ويجبر بخاطر نفسه، وده مش معناه انه مش بيحب الناس اللي في حياته، لأ بس معناه ببساطه ان هو محتاج وقت مع نفسه بجد مش اكتر، واصعب حاجة ممكن تحصل في الوقت ده ان حد يعاتبه ويقوله انت مش محتاجني في حياتك، لو فعلا الناس دول بيحبو الحد ده المفروض بجد يوفروا له الوقت اللي حيبقى فيه مع نفسه يساعدوه من بعيد لبعيد، من غير ما حد يقوله مالك او حد يتقل عليه ويطالبه بالتواجد معاه.
كل حد من حقه شوية وقت لنفسه من غير ما حد يشاركه فيه، كل حد من حقه يفكر في مشاكله لوحده شويه، من غير اعباء، ومن غير ضغوط، ومن غير ما يشغل تفكيره بحد تاني، ومن غير اتهام من حد بعدم الاهتمام او بالانانية، واهم حاجة انه يكون واثق انه ساعة ما حيرجع حيلاقيهم حواليه زي الاول واكتر ده لو فعلا بيحبوه وبيفهموه.

هــــــــوامـش


اسأل، وناقش، واطلب نصايح، اعرف تجارب وخبرات، بس في الاخر صدق حدسك واحساسك

ما تديش لحد وقت او اهتمام او مشاعر هو مش حيقدرها

ماتحاولش تصلح حاجة اتشرخت الا لو كنت واثق ان المحاولة حتجيب نتيجة،، اتعلم تتعايش معاها او افقد فيها الامل،، محاولة الاصلاح لو غلط اكيد حتكسرها

ماتخليش خوفك من الشماته او السخرية يكون السبب في استمرارك في وضع غلط

لما تكتشف ان اسلوب ادارتك للامور غلط اوعى تدي فرصة تانية، غير اسلوبك على طول

ما تستمرش في طريق انت شايف من الاول ان مالهوش اخر

ما تسمحش لحد يقولك كلام يسم البدن لمجرد ان انت بتحبه وهو بيحبك.. اللي بيحبك حيفكر في كلامه الف مرة قبل ما يقول حاجة تضايقك او تجرحك

سامح في حقك وصدق المبررات وادي اعذار بس للحد اللي حيقدّر ده،، غير كده انت بتتنازل في حق كرامتك

فكر في مصلحتك وفي مشاعرك وفي حريتك وصحتك النفسية،، ده مش عيب ولا حرام

اختبر الف مرة قبل ما تحط ثقتك في حد،، وفي الاخر تثق في اسلوبه وتفكيره وحسن تصرفه وخلي لنفسك خط رجعة ولو بسيط

مش لازم الناس كلها تعبر عن مشاعرها بنفس الطريقة،، لكن لو حسيت بمشاعر حد حتى لو اسلوبه مختلف اوعى تستخف بيها

الصدمة في البشر وفي الاشياء شيء وارد مش عيب لما تنهار او تدي الزعل حقه، ده لازم عشان ترجع تقف من تاني وتكمل

احمد ربنا واتبسط من كل حاجة الوحش والحلو عشان لا ده دايم ولا ده دايم

حب نفسك وثق فيها عشان تعرف تخلي غيرك يحبها

ماتقبلش بانصاف الحلول ولا بالاوضاع المعلقة، حدد مواقف من كل حاجة وخلي كل حاجة تكون واضحة معاك

حلو انك تستفيد من تجارب غيرك، بس تجربتك هي اللي بتصنعك، اديها حقها، افتخر بيها، واستفيد منها

خليك صريح وواضح دايما، بس بلاش تتبرع بكل حاجة وتعلن مشاعرك ومعلوماتك من غير داعي

مش دايما السكوت حلو، ممكن تسكت تضيع حقك، او تسكت تتفهم غلط، او تسكت تبان ضعيف،، اعرف امتى تسكت زي ما لازم تعرف امتي تتكلم

لازم وجودك في حياة غيرك يبقى مفيد، بس ماتخليش مكان في حياتك لحد مش بيشكلك غير كل عبء واستغلال

كل علاقة في الدنيا قائمة على مشاعر متبادلة، لازم تدي حاجة عشان تاخد حاجة،، مش صح ان انت تدي من غير مقابل ووحش اوي ان انت تطلب وانت مش بتقدم حاجة.



الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

عـــــــــادي


كانت بتبصله باستغراب جدا وكأنها اول مرة تشوفه، هو ده الانسان اللي هي حبته، ايوه نفس الملامح ونفس الكلام، ونفس الوعود، ونفس كل حاجة، الا حاجة واحدة بس جواها،، الحاجة دي هي احساسها.
في الاول كل كلمة من كلامة كانت بتدخل على قلبها على طول، كانت بتسمعه بقلبها مش بودانها، كانت بتفهمه من مجرد نظره، كانت بتفهم احساسه وبيوصلها من غير حتى ما يتكلف مجهود ان هو يحكيلها، كانت بتعرف امتى هو مبسوط، وامتى متضايق، امتى بيهزر، وامتى بيتكلم جد.
كل حاجة بدأت بشكل مش عادي، احساسه كان مش عادي، حبه كان مش عادي، الاحساس اللي هي حسته وهي معاه انها ممكن تكون هي، ممكن تكون نفسها وبس مش اي حد غيرها، مش محتاجة تمثل او تفتعل اي حاجة كانت عارفة ان هو  واصل لجواها اوي وعارفها اكتر ما هي عارفة نفسها. وكانت عارفة اد ايه هو بيحب حقيقتها دي، لما عرفته كانت مستنفذة عاطفيا وفكريا، فعلا كانت مستهلكه للأخر مكانش عندها اي قدرة على العطاء، وبعد ما عرفته بدأت تكبر جواها الطاقة دي من تاني، اتحركت مشاعرها مرة تانية وبقوة.
 فجأة الوقت والظروف قلبت الدفة كلها، كل حاجة بقت بتتحول للعادي، الغيرة، التحكم، السيطرة، التعالي وحب اثبات القوة يعني كل المنتظر من اي واحد عادي، كل حاجة بقت عادي، عادي، عادي لدرجة الملل, وحست انها رجعت لنقطة الصفر كل الطاقة اللي اكتسبتها في الفترة اللي عرفته فيها انتهت، هو كمان استنفذها رغم انه كان الامل الاخير.
كان بيتكلم، بيبصلها وبيعبرلها عن مشاعره زي العادي، لكن قلبها كان رافض انه يسمع، كان بيصرخ في القيود الكتير اللي كانت بتخنقه، صوت قلبها كان اعلى من صوته، كانت بتبصله بنظرة خاوية مافيهاش اي معنى، لدرجة ان هو قطع جملته من نصها وبصلها باستغراب اوي وسألها هي كويسة مقدرتش تقول ايوه ومقدرتش غير ان هي تسمع قلبها, سلمت عليه وقالتله اشوف وشك بخير، وفكت السلاسل والقيود من على قلبها ومشيت من غير ما تبص وراها.


الجمعة، 24 أغسطس 2012

إختيار


خرجت من المنزل وكانت تستعد للذهاب الي العمل كالعادة فكرت للحظة وقررت ان تغير خط سيرها فجأة، لم تكن تتحمل الذهاب الي العمل في هذا اليوم او التحدث الي احد لم تعد تتحمل التظاهر بأنها طبيعية وبأن حياتها تسير بشكل عادي اكثر من ذلك، سأمت من التظاهر بأن كل شيء على ما يرام، سأمت من الابتسامة البادية على وجهها بشكل آلي والتي اصبحت ترتديها على وجهها قبل الخروج من المنزل، سأمت من النقاشات والحوارات اليومية التي تدخل فيها مع المحيطين بها، سأمت من تبرير موقفها واختياراتها، سأمت من المحاولات الفاشلة في توضيح وجهة نظرها ورؤيتها لحياتها، سأمت من كل شيء ولا تملك سوى ان تصبر وان تدعو الله ان يهيدها الى طريق الصواب والرشد.
ذهبت الى اكثر الاماكن قربا الى قلبها، هذا الشارع الهاديء الذي طالما سارت فيه كلما شعرت بالرغبة في الانفراد بنفسها، وبالرغم من برودة الجو الشديدة، وبالرغم من الساعة المبكرة، فقد كانت تسير وكأنها تعيش وحدها على هذا الكوكب شعور رهيب بالوحدة، وشعور اقوى بأن تلك الوحدة هي الحل لحالة الاختناق والسأم التي عانت منها طوال الفترة الماضية.

 كانت الافكار تداهمها وتدور في رأسها، تمنت من كل قلبها ان يكون هناك من يستطيع مشاركتها تلك الافكار التي تدور برأسها وحدها، لم تعد تستطيع تحمل وحدتها اكثر من ذلك، لكن من يستطيع ان يشاركها تلك الافكار من سيتفهم وجهة نظرها او سيتفهم طريقة معالجتها للموضوع حتى هي نفسها عندما تخضع افكارها للمنطق تجد ان قراراها مناف لكل منطق او تفكير مقبول، طالما كانت قراراتها غير متوقعة ومفاجأة لكل من حولها حتى اقرب الناس اليها، فقط لأن المتوقع دائما يكون هو القرار المنطقي وهي اعتادت ان يكون قرارها هو ما يريح عقلها وتفكيرها بصرف النظر عن المنطق.
كان تؤجل هذا القرار وتتهرب من التفكير فيه على امل ان يأتي الحل من حيث لا تدري، او ان تنتصر لرغبتها وامنيتها رغم انف المنطق الا انها فشلت، والسبب هو هذا الموقف المفاجيء الذي وجدت نفسها فيه فجأة، لا مفر اذا من اتخاذ القرار النهائي الذي اجلته كثيرا، والتى تهربت منه طوال الفترة الماضية رغم يقينها وعلمها المسبق ان هذه هي نهاية القصة فقط كانت الفكرة كلها في التوقيت.
قررت ان ترفض طلبه للإرتباط بها وهو الشخص الوحيد الذي أحبته، تذكرت تلك اللحظة التي طلب منها هذا الطلب، كانت تتوقع ذلك منذ فترة وكانت قد هيأت نفسها بالفعل لذلك، لكنها لم تستطع ان تمنع كل تلك المشاعر التي انفجرت داخلها، طلبت منه مهلة للتفكير رغم ان هذا الطلب كان غريب منها بعد كل تلك السنوات من الصداقة والزمالة في العمل.
وكان هذا هو سببها الاساسي في الرفض، خوفها من ان تفقده كصديق اذا ارتبطت به، اعتادت على وجوده في حياتها كصديق وكحبيب، خافت ان تفقد عفوية الصداقة ومشاعر الحب في قيود الزواج، كانت تعرفه اكثر من معرفتها بنفسها، وكانت متيقنه من انها ستكسب زوج مخلص يتمنى لها كل السعادة، ولكنها ايضا ستفقد الصديق وستفقد الحبيب داخل اطار الزواج الذي كان يشكل لها منظومة من الروتين والقواعد التي تتعارض تماما مع شعورها بحريتها وستمنعها من ان تكون هي التي تريدها. 

الأحد، 12 أغسطس 2012

كفاية مثالية


اعتقد انه مش وحش اوي ان الواحد يطلع بدور الشرير في بعض المواقف اصلا محاولة ارضاء الاخرين طول الوقت ده ضد طبيعة الانسان نفسها، زي بالظبط ما محاولة ارضاء النفس على حساب الاخرين بيبقى تصرف ضد الانسانية..
في بعض المواقف اللي بتتفرض علينا بيبقى لازم ناخد فيها قرار سريع، ممكن يكون على حساب نفسنا او على حساب شخص تاني، ممكن الاحراج او الخوف من ان احنا نظلم حد يخلينا ناخد قرار ضد مصلحتنا، وممكن احساسنا بالقوة وبالقدرة على تنفيذ اي حاجة احنا عايزينها بيخلينا نخاف من ظلم غيرنا واللي حوالينا وبيخلينا دايما نتنازل وناخد قرارت في مصلحة غيرنا حتى لو ضد مصلحتنا الشخصية.
لكن بيجي على الانسان وقت لما يحس ان تنازله الكتير، ومحافظته على مشاعر واحاسيس الناس اللي حواليه، وان هو باقي على علاقته بيهم بيبقى زي الحق المكتسب ولما بيلاقي انه للأسف الناس دول مش بيقدروا اللي هو بيعمله عشانهم، فبيبدأوا يطلبو اكتر، او بيزيد استغلالهم له، او بيظلموه فعلا وبيكون ده حاجة عادية طول ما هو مافيش شكوى او رد فعل.. ساعتها اللي بيحصل انه ممكن يكره نفسه وضعفه او يكرههم هما بسبب استغلالهم له.
الفكرة ان احنا كلنا بشر، وكلنا لنا قدرة على الاحتمال، صحيح القدرة دي نسبية بتفرق من حد للتاني لكن في الاخر هي لها حدود برضه، ومش طبيعي ابدا ان حد يحاول يكون مثالي لأنه حيفشل ودي حاجة لا يمكن نكرانها، وبرضه مش الشر بمعنى الاذى لأن ده كمان مش طبيعي وغير انساني، لكن برضه تقصير الانسان في حق نفسه وانه يسيب اللي حواليه يستغلوا طيبته وقدرته على الاحتمال مش طبيعي وغير انساني..
عشان كده لما يجي لك الاحساس ده بلاش تحس ان انت وحش اوي، مش فظيع ان بعض تصرفاتنا تكون انانية او شريرة شوية، ببساطة لأن في الاخر محدش حيفكر في مصلحتك غيرك.

الاثنين، 9 أبريل 2012

خيال مش علمي


ليه مش ممكن ابقى موجودة في مكانين مختلفين في نفس الوقت؟؟ يعني انا لو عايزة انام وعندي مشوار مهم ليه مش ممكن اعمل الحاجتين دول، ليه مش ممكن ابقى في الشغل وفي البيت في نفس الوقت، وابقى قاعدة مع صحابي ومع اهلي في نفس الوقت، افتكر اللي دول قالوه وافتكر اللي دول قالوه واتكلم معهاهم كلهم..
ليه لما اكون في موقف مش عارفة احله مايبقاش عندي القدرة اني اوقف الناس كلها واجمدهم واروح انا اعمل الحاجة اللي انا عايزاها واخلص، وبعدين كل حاجة ترجع زي الاول، ورقة محتاجة تتمضى او تدخل لحد والموظف مكسل مثلا،، لحظة واحدة الدنيا تقف وانا ادخلها وبعدين كل حاجة ترجع زي الاول الفرق الوحيد ان الورقة حتبقى على مكتب المسئول اللي انا عايزاه وحتخلص..
ليه لما اكون داخلة على مرحلة جديدة ومش عارفة عواقبها، مالقيش كتاب مثلا او ورقة مكتوب فيها ايه اللي حيحصل عشان اعرف ده حاجة كويسة ولا لأ، حاجة كده زي اللي بتبقى مكتوبة على ضهر الكتب ملخص للأحداث زي مثلا: "تدور الاحداث حول فتاة التحقت بوظيفة حديثا والعقبات والمشكلات التي ستواجهها حتى تستقيل وتعود لحياتها الاولى نادمة على هذه الخطوه"، او ممكن يبقى "تدور الاحداث حول فتاة التحقت بوظيفة حديثا واحساسها بأن هذه هي الوظيفة المناسبة لها واندماجها في وسط العمل والزملاء ثم تترقى في منصبها وتتوالى الاحداث"، كده الواحد يقرر اسرع بدل ما يجرب ويبقى مش عارف هو صح ولا مش صح
مجرد افكار ساعات بتيجي في دماغي في مواقف مختلفة وممكن اقعد افكر في الفكرة دي مثلا تلات او اربع ساعات وبعدين انساها واعديها، اكتشفت ان مش انا لوحدي على فكرة ناس كتير بتيجي تقولي يا سلام لو كان عندنا قوة خارقة زي مثلا قراءة الافكار، او التنويم المغنطيسي، او اني ممكن اختفي واظهر بمزاجي، وكل واحد بقى يقعد يطور في الفكرة بتاعته ساعات طويلة وبعدين ينساها، كله محض خيال احلى حاجة فيه انه لا يخضع لأي قواعد ولا حد يقول ازاي، ولا قوانين الفيزيا حتعارض ولا اي حاجة.. مجرد خيال بنتسلى بيه لحد ما الواقع يتفرض علينا 

الأربعاء، 28 مارس 2012

إعتذار واجب


شعور ثقيل علي لا أتقبله بسهوله، شعور يضغط على أعصابي بشكل قاتل أتمنى وقتها أن يتوقف الزمن فترة حتى استعيد توازني وأتقبل ما يحدث، لكنها الحقيقة أنا مدينة لها بالاعتذار، نعم يجب أن اعتذر لها وان اكفر عما بدر مني في حقها، اعرف إنني غامرت بما لا املك ولا اعرف إن كانت ستسامحني في يوم من الأيام ولا اعرف إذا كان هذا اليوم قريب أم بعيد ولكنني أتمنى من كل قلبي أن تغفر لي
كنت اعتقد وقتها إنني أتصرف لصالحها ولم أتوقع للحظة أن يحدث ما حدث أو أن اعرضها للأذى أو أن أتسبب لها في الألم بهذا الشكل، اندفعت ولن اكذب وادعي أن النتائج كانت مضمونة بل بالعكس فلم يكن احتمال الخسارة واهيا، ولكنني لم اعره انتباها، بالرغم من أنها ألحت علي كثيرا ألا افعل إلا إنني أقنعتها بضرورة ذلك، لم أكن اعرف ما دهاني وقتها لأكون واثقة من النتائج بهذه القوة، لا اعرف من أين أتت كل تلك الثقة ولا علام بنيت، ولا اعرف كيف تملكتني الشجاعة لأتصرف بتلك الحرية وهذه الحماقة، الآن فقط أتسآل ولا اعرف لأسئلتي إجابة! أتذكر يوم تعاهدنا بألا ادخل باسمك في تجربة دون تأني أو تفكير، ولكن أحيانا تصطبغ الأوهام بلون الحقيقة حتى تطغى على الحقيقة ذاتها ووقتها لا نفرق بين الاثنين ولكننا نرى فقط صخب الألوان التي تجذبنا لنسير ورائها في طريق نصطدم في نهايته بواقع بشع كئيب مظلم قاتم يجثم على الأنفاس ويكاد أن يقتلها ولكنه –وللأسف- لا يفعل

نعم أدين لنفسي باعتذار، سأعتذر عن كل ما بدر مني في حقها، وأتمنى أن انسي أنا أيضا، وأتعهد ثانية أنني لن أتغاضى عن صوتها مرة أخرى إذا ما حاولت أن تستوقفني باستماتة في الوقت الذي أصم فيه أذاني عنها وأن أتهرب من اللحظات التي تريد أن تختلي فيها بي لتسمعني صوت الحقيقة وتزيل صخب الألوان وأن تمحو الغشاوة من أمام عيني، لن اقتل صوتها وسأتقبل الحقيقة المؤلمة التي تصارحني بها فمهما كان الم الحقيقة فلن يكون أبدا مثل الم النتائج التي احصل عليها في نهاية التجربة. فيا نفسي التي أتعبتها بمنتهى هدوء الأعصاب أرجوك تقبلي اعتذاري واعدك إنني سأقدرك ولن افعل ما فعلت ثانية ولن أغامر بعزتك ولن استهين بصدقك وشفافيتك أبدا بعد الآن، أرجوك سامحيني

الثلاثاء، 13 مارس 2012

انسان



توقف فجأة عند سماعه تلك الكلمات التي قالتها له، بهت وتفاجأ فلم يكن يتوقع ان تكون قد قررت ان تتركه يستمر في طريقه وحده لهذا السبب، نظر خلفه لأول مرة منذ بدأ السير في هذا الطريق ووجد انها تملك الحق في المفاجأة فعلا فمنذ بدأ سيره في هذا الطريق لم ينظر خلفه ولو لمرة واحدة
دقق النظر وتذكر كل شيء فجأة، تذكر كيف بدأ السير في هذا الطريق خطواته الاولى فيه، وكيف كان يراه طويلا جدا بلا نهاية، كيف بدأ السير فيه مع رفاقه، وكيف تغيرت الوجوه على طول السير، فمنهم من لم يستطع الاستمرار لأنه اختلف معه في وجهة النظر، ومنهم من تركه ليسلك طريق اخر لم يكن يتوافق مع هذا الطريق الذي يسلكه هو، ومنهم من تقاطع طريقه معه ومنهم من قطع هوعليهم طريقهم فكان عليه ان يرافقهم بحكم الظروف
تذكر ايضا الانحناءات والانحرافات التي سلكها اثناء سيره من وقت الى اخر. تلك الطرقات التي سلكها حتى وصل الى هذه النقطة. تمنى لحظتها لو انه عاد ليسلك طرق اخرى، لكنه وجد يدا خفيه تدفعه دفعا لإستكمال هذا الطريق حيث لم يكن مسموحا الرجوع ابدا، ولكن عليه فقط الاستمرار والسير الى الامام، لم يستمر معه سوى القليلين الذي لم يكن من السهل ان يسلك طريقه دونهم فمرافقته لهم كانت مفروضه عليه فرضا ولم يكن يستطيع الاستمرار دون وجودهم.

 فكر قليلا ووجد انه ما كان ليقابلها لو انه غير مساره هذا، فقد قابلها هي في منتصف هذا الطريق، وقرر ان يكمله معها حتى النهاية. ولم يفكر ابدا ان الجزء الذي كان قد قطعه من الطريق سيكون هو سبب افتراقه عنها، نعم كان هناك بعض الاختيارات الخاطئة، وايضا كان هناك بعض رفاق الطريق الذين ندم على مرافقتهم له في جزء منه، ولكنه كان يتمنى لو انها نظرت الى الجزء المتبقى من الطريق.
لماذا لم تفكر هي ان وجودها قد يساعده في هذا الجزء المتبقى على سلوك الطرق الصحيحة؟؟ او حتى لماذا لم تفكر في ان ترسم معه طريقا جديدا يسيران فيه معا بدلا من هذا الطريق الذي كانا يسيران فيه بالفعل؟؟ لماذا لم تفكر ان كل المسافة التي قطعها كانت هي السبب في قرارها الاول في استكمال السير معه فتلك المسافة التي قطعها وتلك المسارات التي اتخذها وهذه القرارات البسيطة بالانحراف عن الطريق احيانا كانت هي السبب في وصوله الى تلك النقطة؟؟
وعلى قدر حزنه بسبب قرارها بالافتراق وعدم اكمال سيرها معه في طريقه، كان هناك ايمان عميق بأنه سيقابل من ترضى استكمال الطريق معه بكل اجزائه السابق منها والمتبقي. وعندما توصل الى هذه القناعة ولى وجهه ناحية الغروب واكمل سيره منتظرا ان يقابلها في اي لحظة.

الأحد، 11 مارس 2012

الهروب الكبير


يتركز المشهد على ساقيه القصيرتين وهو يجري بمنتهى السرعة بجوار الحائط ثم تبدأ الشاشة في الاتساع ليظهر القط في الخلفية وهو يضغط على طرف ذيل الفأر ويبتسم ليتضح لنا ان الفأر كان يحاول محاولة مستحيلة للهروب ويظن انه نجح ولكن الحقيقة انه لم يتحرك ابدا من مكانه وان القط فقط يتسلى بمشاهدته وهو يبذل هذا المجهود في محاولته الفاشلة
هذا بالظبط هو ما يحدث احيانا عندما تحاول الهروب من نفسك والاختلاء بها ولو لساعة واحدة، محاولة فاشلة جدا للهروب من الافكار ومن اللوم ومن التصحيح او حتى من التأمل والتشجيع على فكرة او مجموعة افكار تلك اللحظات التي نحاول فيها الهروب باستماتة من انفسنا حتى لا نفكر او احيانا حتى نهرب من اتخاذ قرار معين، هذا النوع من الافكار الذي يترتب عليه غالبا قرار معين او تغيير في خطط الحياة والانسان بطبعه لا يحب التغيير
هنا تبدأ الفقرة الهزلية عندما تبدأ في اختراع الحجج او الاحداث التي تملأ بها اليوم حتى لا تجد وقت للتفكير، التلفزيون الممل في اغلب الاوقات يصبح مسلي جدا وتظهر الافلام والبرامج الجديرة بالمشاهدة والمتابعة، القراءة حتى للكتب الموجودة في المكتبة منذ اعوام وقمت بقرائتها عشرات المرات تكون لقرائتها اهمية كبيرة ، والاصدقاء الذي انتهت علاقتك بهم من سنوات يصبح السؤال عنهم من الاشياء الملحة جدا في تلك الفترة، الاعمال المنزلية التي نؤجلها قدر الامكان لنقوم بها في نهاية اليوم تصبح من الاولويات التي لا يمكن تأجيلها ولو للحظة واحدة
وفي وسط هذه الاحداث المتلاحقة تجد نفسك تبتسم تلك الابتسامة الساخرة وهي تراقبك في لحظات الهروب الفاشلة وتجدك ايضا مستسلما لتلك الحظة، مطأطأ الرأس، متهدل الاكتاف منقاد للجلوس والتفكير العميق والاستماع الى صوت نفسك ومتخذا للقرار الذي طالما حاولت الهروب منه، والغريب انه بعد تلك اللحظة يأتي شعور رائع بالراحة لإتخاذ القرار او بإنهاء او بدء موضوع مثلا او ايا كان هذا الذي احتاج الي التغيير وتقرر ايضا انك لن تسمع الا الى صوتك الداخلي وستهرب الى نفسك في المرة القادمة لتأخذ قراراتك في اسرع وقت ممكن.. لكن في الحقيقة فإنه مع بداية اي موقف جديد تبدأ لحظات الهروب الكبير مرة اخرى والتي تنتهى ايضا نفس النهاية


السبت، 10 مارس 2012

ما بعد الازمة


في واحد كده من المواقف اللي بتقلب الدنيا اللي فوق تحت واللي تحت فوق ساعات الواحد بيعيد التفكير في حقائق ومسلمات في حياته، بيجيب من البداية ويعيد تقييم كل حاجة في حياته، تتغير افكار وتتلخبط اولويات وتختلف اهمية ناس عن ناس، حاجة كده بتهد حاجات وتبني حاجات وبعد ما الدنيا تهدى وتستقر يبدأ استكشاف التغيرات دي ويحط نفسه على الخريطة من اول وجديد يشوف نفسه بقى فين من نفسه ومن اللي حواليه ويشوف اتجاهه زي ما هو ولا اتغير.. خرجت من موقف من دول بحقيقة كانت موجودة من الاول مش حاجة جديدة يعني بس الاعادة برضه بتأكد على بعض الحاجات اللي ساعات بنتناساها او بنتغاضى عنها او ممكن كمان ساعات بنتهرب منها وبننسى انها غصب عننا حتحصل
 الحقيقة دي هي ان الواحد مش حيقدر يرضي الناس كلها مهما حاول، واللي حيحاول حيخسر اهم حاجة في الدنيا حيخسر نفسه، والاكتر انه برضه حيفشل في ارضاء كل الناس ان مكانش يعني حيخسرهم كلهم في السكة وهو بيحاول.. قصد الكلام ان الاهم هو ارضاء الضمير ولو على حساب اي حاجة تانية والواحد يكسب ربنا ويكسب نفسه وساعتها اكيد حيكسب الناس وفي مواقف زي اللي انا بقول عليها دي بيبان اوي اللي حواليك مين مستني اول حجة يبعد بيها عنك ويبيعك، مين مستعد يقف معاك ويساعدك ويشيلك من عثرتك البشرية لأن احنا بشر وطبيعي اننا نغلط، مين مستعد يسامح ويغفر، ومين مكتفي بعتاب ولوم، بتعرف ان مش دايما اللي بتدافع عنه وبتكون مؤمن بيه بيكون اهل ثقة، وبتعرف ان اللي خفت منه وبعدت عنه كان هو الملجأ والحل من البداية، وبتتأكد ان اللي مآمنش بيك وباعك من اول موقف يبقى مكانش مؤمن بيك من الاول.
بتتعرف على كل اللي حواليك في موقف واحد بس وبتعيد ترتيبهم في حياتك والنتائج بتكون دايما فيها حاجة مفاجأة جدا.. في ناس ثقتك فيهم بتكون في محلها تماما وناس تانية موقفهم بيدهشك جدا وبيلخبطك وبيهز جواك حاجات كانت مؤكده وبيتغير مكانهم يا اما بيطلع على راس اولوياتك او بتشيلهم خالص من خريطة حياتك ولو مقدرتش على الاقل بتبقى صورتهم جواك اتغيرت لحاجة تانية حتى بتبقى مش عارف هي للأحسن ولا للأوحش، وفي ناس كانت بتعني حاجة كبيرة اوي مبقاش لها اي اهمية في حياتك وممكن تعدي عليك ايام طويلة مايخطروش حتى على بالك
وفي ناس بتموت بس موت غير اللي احنا عارفينه موت تاني موت معنوي، بيحصل لما حد يموت في نظر حد.. والموت اللي احنا نعرفة يعني لما حد يفارق الحياه ويقابل وجه رب كريم ده ارحم الف مرة من الموت التاني اللي انا اقصده برغم الشبه الكبير بين الحالتين لكن على الاقل لما بنشتاق لحد متوفي بندعيله بالرحمة وبنتمنى اليوم اللي حنجتمع بيه فيه في حياة تانية اما في الحالة التانية دي فاللي مات ده مابيخطرش على بالك وان حصل بتبعد عنه بتفكيرك تماما عشان مش دايما الذكريات بتكون كويسة او التفكير دايما بياخدنا لموقف واحد بيمحي كل الذكريات التانية، في الحالة دي ولا حتى حيفيد شعور الاستياء او الغضب يعني حيفيد بأيه لو كان اصلا الشخص ده مش موجود في الحياة، والاستياء ده شعور يتعب اي انسان سوي وماينفعش نتعايش معاه ابدا يبقى الحل هو الغاء سببه من الاساس وتمويت الحد ده وشيله من الحياة نهائي مع انه حتفضل برضه شوية ذكريات

وهنا دايما بفتكر الكلمة اللي اتربيت عليها من صغري حكمة كان بيقولها جدي وعلمتهالي امي كانت بتقول "تسلميلي يا شدة، عرفتيني عدوي من حبيبي" جملة واحدة صغيرة بس جواها كلام كتير اوي وبتلخص موقف مش ساهل ابدا.. اد ايه ممكن الواحد يشكر ويحس بالامتنان ناحية شدة او موقف صعب و جامد بس عشان هي عرفتني ان ثقتي في بعض الاشخاص مش في محلها وعرفتني ان مكانتي عند بعض الناس اقل او اكتر من تخيلي، وبالرغم من ان المواقف دي مش بتكون مبهجة اوي ولا من الحاجات اللي الواحد بيتمنى تكراراها الا ان تأثيرها بيلازم الانسان العمر كله

الاثنين، 13 فبراير 2012

الفالنتين الاخر


يوم الفالنتين، عيد الحب، اللي كل سنة بنلاقي فيه الشوارع بقت لونها احمر لون الورد وكياس الهدايا والهدوم وواجهات المحلات، الناس بتلبس احمر وتمسك ورد احمر وتكلم بعض وتعيد على بعض اللي بيحتفل بيه مع امه واللي بتحتفل بيه مع جوزها واي حد بيحب اي حد
السنة دي برضه الفالنتين احمر وفي حب كتير بس مافيش عيد، احمر لون الدم اللي مغرق عينينا كل ما نبص في حته نشوفه، لون الورد اللي كان في يوم احمر ودبل، وفي عيون احمرت من كتر البكا على ولادها، احمر في واجهات المحلات اللي راسمه علم مصر من السنة اللي فاتت لما حسو ان مصر بقت بتاعتهم بجد وصعبان عليهم يشيلوه يمكن يكون لسه في امل، حتى في الكلام والهزار اللي كل حرف فيه تحس محوره دم الشهداء ودم مصر كله هزار طعمه مر لو ركزت في المقصود منه مش حتقدر تمسك دموعك
وفي حب،، حب لناس غالين اوي بس مباقوش معانا في الدنيا خلاص، وبعد ما كان الوقت في الظروف دي هو العلاج الوحيد اللي بينسي بقى الوقت هو الحاجة الوحيدة اللي بتفكرني بالموت، شوفت السنة دي من الاموات اللي ماشفتهوش عمري كله في قرايب وفي اصحاب شباب وكبار اعرفهم اوي واعرفهم من بعيد بس نفَس الموت تقيل اوي وقريب اوي، ، للأسف بدأت اتعود على طعم الزعل ده على طول حتى من وسط الضحك والهزار في طعم زعل من وسط التفكير والدراسة والشغل في طعم زعل حتى في النوم بقى في طعم زعل
 احساس غريب لما يكون اللي قدنا بقى خبر الموت بالنسبه له عادي، لما الموت يفقد الطعم الكارثي الملحمي بتاع زمان، لما يبقى شيء متوقع انه يحصل في اي لحظة، بصراحة مش قادرة اتخيل الفالنتين السنة دي غير من عينين كل الناس اللي فارقوا حبايبهم صحيح اللي اعرفهم منهم مش مستنين يوم زي ده عشان يفتكرو بس انا اللي اليوم ده لما بفكر فيه بفكر فيهم هما الاول وبسأل نفسي يا ترى الذكريات حتعمل فيهم ايه اذا كنت انا اللي بعيد ومش قادرة استحمل الفكرة والوجع يبقى هما عاملين ازاي
يمكن دي كمان جرعة حزن زيادة ويمكن يكون في ناس بتحب تكون متفائلة وتشوف الامور من ناحية تانية وانا في اغلب الاحوال من الناس دي، لكن للأسف الحمل تقل بجد لدرجة ماينفعش معاها التجاهل اكتر من كده، وفي الاخر برضه حاقول ربنا يخلي كل الناس لبعض ويصبر قلب اي حد فارق حد بيحبه واتمنى ان ماحدش يغضب من حد او يزعل منه حد ونفتكر ان كل حد مننا حيجي عليه اليوم اللي يبقى فيه مجرد ذكرى في حياة ناس تانين ياريت نحاول نخليها حلوة. 

السبت، 11 فبراير 2012

مسألة منطق


مع كامل احترامي للمجتمع اللي بنعيش فيه والاعراف والتقاليد اللي انا فعلا بقدرها جدا وبفتخر بيها وبحب ان احنا مجتمع له قواعد بتنظمه وبتفرقه عن مجتمعات تانية كتير الا ان في بعض الحاجات اللي مش منطقية ابدا واللي انا اعتقد ان تغيرها مش حيهدم المجتمع ولا حيضيع القيم والتقاليد ولا اي كلام من ده.. ليه دايما اي ظلم واقع على الست في مجتمعنا بتكون اول كلمه بتتقال هي "عشان احنا عايشين في مجتمع له عادات وتقاليد" ليه دايما بنلاقي دي حجة حلوة عشان نبرر الظلم ده وطبعا الكلام اللي حايجي في بال اي حد بيقرا الكلام ده دلوقتي حيفكر في حاجات اخلاقية كده على طول كأن اي حد بيتكلم في حقوق المرأة هو بيتكلم في حاجات متصحش بس مش دي الحقيقة في حاجات تانية كتير اوي غير الحاجات الاخلاقية والحرية في المشاعر واللبس والكلام اللي بيفكر فيه اي حد بيتطرق لموضوع المرأة وحريتها يعني مثلا
ليه البنت الذكيه بتخوف  
ليه البنت اللي شخصيتها قوية لازم يتبعد عنها
ليه البنت اللي لها علاقات اجتماعية واسعة ومعروفة مش مرحب بيها اوي
ليه البنت اللي عندها وجهة نظر في الحياة ورأي خاص بيها دي حاجة مستهجنة ومش صح
ليه البنت اللي قادرة تطالب بحقوقها ومش منتظرة حماية من حد بتبقى غلط
ليه البنت الواثقة في نفسها بتتعامل على ان دي حاجة مش طبيعية ومش المفروض تحصل
ليه دايما البنت لازم تكون هي الاضعف، الأقل ذكاء، اللي مستنية حماية من رجل (اب، اخ، زوج......)، ليه دايما لازم تكون مكسورة، ليه مش من حقها تكون هي

ليه دايما البنت بتتربى على ان ابداء الاراء، والمطالبة بحقها، والمناقشة، وحتى ان هي تمشي وهي مش بتبص في الارض ان ده ضد طبيعتها كأنثى وكبنت، ليه بتتخوف من ذكائها ومن شخصيتها وبيتقالها ان الحاجات دي حتوقف في طريقها وحتخليها مكروهه وسمعتها مش كويسه
ايه وجه التعارض بين ان الواحدة تكون بنت وانثى وبتتكلم بأدب وباحترام وبين ان هي تكون ذكية وشخصيتها قوية وعندها احترام لنفسها، ليه البنت لازم تحس ان هي ابتلاء من ربنا لأهلها وحمل على اكتافهم وان من واجبها تجاهم ان هي تفضل كده لغاية ما تتسلم لحد تاني يشيل الحمل والمسئولية عن اهلها
ليه البنت لازم تعيش حوالي ربع او تلت عمرها وهي عندها احساس ان دي حياة مؤقتة وان الحياة الكاملة المستقرة حتيجي بعدين وان لغاية ما ده يحصل هي تفضل كده مترقبة خايفة من كل تصرف من كل حركة من كل كلمة من كل حاجة في الدنيا عشان هي تحت الاختبار وتحت التجربة طول الاربعة وعشرين ساعة
اعتقد ان دي كلها اسباب بعيده عن الاخلاق تماما، ايه وجه التعارض بين الادب والاخلاق وقوة الشخصية والثقة في النفس، ليه دايما مطلوب من البنت ان هي تحس بالكسرة وبالانهزام الداخلي عشان تعرف تستمر في المجتمع ده ايه العادات والتقاليد في ده بالظبط، ايه الهدم اللي حيطول المجتمع لو الفكرة دي اتغيرت واتعاملنا مع الست كإنسان

الثلاثاء، 7 فبراير 2012

"لا" صارمة قاطعة


 لا تحدثني عن الصبر من فضلك ولا تحدثني عن التأمل في غد أفضل فهذا من شأنه ان يصيبني بالاحباط واليأس ولا يفيد سوى في تعزيز شعوري بالعجز، فقط اريد التحدث عن الاصرار عن الصمود عن التمسك بالاحلام فأنا لن اخضع سوى للسيناريو الذي رسمته لحياتي ولن ارضى بغيره ولن اساوم او اتفاوض على اي سيناريوهات بديلة
خلقت لأعيش تلك الحياة مرة واحدة فقط، لم اُخلق كي اختار من خلال ارادة الاخرين ولم اُخلق كي ارى من خلال نظرتهم للأمور. كنت دائما ما استهجن و استنكر على من هم اكبر مني سنا عندما كانو يجيبون على بعض اسئلتي بجملة "حُكم الزمن" فمن قال ان الزمن يحكم على احد!! ان الزمن لا يحكم ولا يد له في اختيارات البشر، فقط يضع القدر الناس في بعض المواقف او يضع في طريقهم اشخاص اخرين لكن الاختيار يتم بناء على قرارات الافراد وارادتهم الخاصة اما شماعة الزمن تلك الحجة البالية التي يهرب اليها كل من قبل بالمساومة وتنازل عن احلامه بسهوله فهي غير مقبولة بالمرة
لن اتنازل، لن اضعف، لن اخضع فقط سأتمسك بهذا الحلم وكلي ايمان ويقين بأنه سيأتي اليوم الذي سأحققه فيه وان لم يرد لي الله تحقيقه سأكمل مشواري وكلي فخر بإختياري، فخر منبعه إنني لم اتنازل ولم ارضخ ولم اقبل بالبديل بهذه السرعة، منبعه انني واجهت تلك الموانع الوهمية التي يضعها جميع من حولي في طريقي لإقناعي بانه لا وجود لمثل تلك الاحلام وانه على الانصياع للأمر الواقع الذي تفرضه علي الظروف والقدر إقناعي بأنه من الاسهل علي ان اسارع بإختيار الشماعة الخاصة بي لأعلق عليها اسباب قبول البديل والتخلي عن كل ما حلمت به بدلا من التمسك بحلم قد افشل في تحقيقه واعيش ما بقى لي من حياتي اندم على تمسكي بأوهام، والاجمل هو انني لن استخدم ابدا تلك الجملة المقيته "حُكم الزمن"


رفضت المساومة، صمدت، واجهت، وتحملت الضغوط وسأظل، لن أضعف ابدا تجاه تلك الكلمات التي لا أشكك في نوايا من يقولها لي بل انا على يقين تام من صدق النوايا التي تهدف الى "مصلحتي" ولكن مهلاً، من قال ان هناك من يعرف كيف واين هي مصلحتي اكثر مني انا شخصيا!! من قال ان هناك مخلوق على ظهر هذا الكوكب من حقه ان يناقشني تفاصيل احلامي وتفاصيل هذا المخطط وهذا السيناريو الذي رسمته لحياتي؟ لا يوجد ابدا ما يدفعني للقيام بذلك فتفاصيل احلامي تخصني انا وحدي، دفاعي عنها يخصني انا وحدي، تمسكي بها من شأني ان وحدي وسأحققها بإذن الله وبإرادتي انا وحدي
فقط عندما يفقد جميع من حولك ايمانهم بك وتبقى انت وحدك مؤمنا بأفكارك متمسكا بأحلامك مستغنيا بهم عن كل ما هو سواهم انها تلك اللحظة التي تحقق فيها احترامك لذاتك.  

الأحد، 5 فبراير 2012

خداع بصري


كانت تستلقي على السرير عندما رأت ما لفت نظرها فوق خزانة الملابس، دققت النظر وتأملت كثيرا في هذا الشيء الموجود هناك وبدأت تدرك انها قطعة من القماش او ما شابه ذلك، تذكرت ان والدتها كانت قد قامت بترتيب بعض الاغراض القديمة التي كانت مخزنة منذ فترة طويلة
كانت قطعة من القماش سوداء اللون وعليها ما يبدو انه نقش او ورود ملونه او زخرفة بلون اخر، اخذت تتخيل هذا الشيء، فقد يكون احد فساتين والدتها القديمة التي كانت تراها في الصور والتي كانت تتمنى ان لا تكون والدتها قد تخلصت منهم
كانت تأتي كل يوم الى الغرفة وتجلس على حافة السرير وتنظر الى اعلى الخزانة وتتخيل شكل الفستان والورود التي تزينه وشكل الحذاء الذي سترتديه مع هذا الفستان والاماكن التي ستذهب اليها وهي ترتديه حتى انها تخيلت صديقاتها عندما يرونها وهي ترتديه وكيف ان كل واحدة منهم ستتمنى لو ان لديها واحد مثله.
وفي النهاية قررت ان ترى هذا الشيء الموجود فوق الخزانة فاستعانت بكرسي كان موجود هناك وصعدت الى اعلى الخزانة ورأت هذا الشيء الذي تخيلته لمده اسبوع كامل والذي لم يكن اكثر من مجرد كومة من الاقمشة القديمة البالية شعرت بالاحباط الشديد فلم يكن هناك اي فستان لم تكن اكثر من قطعة قماش سوداء اللون وهذه التي كانت تعتقد انها ورود وزخارف لم تكن اكثر من كيس بلاستيكي كان موجودا هناك بالقرب من قطعة القماش
نزلت عن ظهر الكرسي وعادت للجلوس على حافة السرير مرة اخرى ونظرت الى اعلى الخزانة الى الفستان الخيالي ولكنها لم تعد ترى سوى قطعة بالية من القماش وكيس ملون من البلاستيك حاولت ان تستعيد الصورة التي رسمتها له في خيالها لكنها للأسف فشلت، شعرت بالندم على انها اقتربت وحاولت اكتشاف الحقيقة عن قرب فقد كان الفستان موجود على الاقل في خيالها تراه كلما نظرت الى اعلى الخزانة اما الان فلم يعد هناك سوى هذا الكوم من الاقمشة المخزنة هناك


هذا هو حال بعض الاشخاص في حياتنا يكون انطباعنا عنهم افضل كثيرا طالما ان هناك مسافة تفصلنا بينهم، مسافة تجعلنا نتمنى الاقتراب منهم والتعرف اليهم عن قرب، وعندما نتقترب بالفعل ونصدم في الفرق الشاسع بين انطباعنا عنهم وحقيقتهم فإننا للأسف نفشل حتى في استعادة الانطباع الاول الذي كوناه عنهم ونتمنى لو اننا فقط حافظنا على المسافة التي كانت تفصلنا عنهم لنستمر في تخيل روعة حقيقتهم بدلا من اكتشافها بالفعل.

الاثنين، 23 يناير 2012

جدل بيزنطي


خطر على بالي سؤال كده في لحظة من اللحظات وفكرت اسأله لشويه ناس واعرف اجابتهم ايه، واكتشفت بعد ما سألته ان الفروق بين الناس وبعض كبيرة بشكل واضح جدا السؤال كان بيقول "هو احسن الواحد يدخل في موضوع بصرف النظر عن نهايته حصلت زي ما احنا عايزينها ولا لأ؟؟ ولا الاحسن ان احنا مانخاطرش ونبعد من الاول طول ما النتائج مش محسوبه؟
السؤال كان عن اي موضوع الانسان داخل عليه بس موضوع مش تافه يعني سفر، شغل، ارتباط.. الموضوعات المصيريه دي، النتائج والاجابات حيرتني اوي، الاجابات كانت بتتراوح بين القبول والرفض وكل الدرجات اللي في النص
في ناس قالت اللي يدخل موضوع قبل ما يحسب النتائج كويس من الاول ده يبقى اندفاع ويبقى غلط الانسان كده بيأذي نفسه، وفي ناس قالت اللي يضيع فرصه عشان خوف من الفشل يبقى اكيد خسران وحيندم طول عمره ويفضل يقول يا ترى لو كنت حاولت كان ايه اللي حيحصل.. وفي ناس قالت على حسب الموضوع في موضوع ممكن اخاطر فيه وموضوع حيتكتب عليا طول العمر ماينفعش فيه المخاطره.. وفي ناس قالت المهم يكون حصل ولو مكملش بس الخبرة والتجربة في حد ذاتهم مكسب.. وفي ناس قالت مينفعش السؤال يتسأل كده في الفراغ لازم يكون في حاجة معينة بنتكلم عنها وساعتها حنختار الاجابة الي يفرضها علينا الموقف

بعد الاجابات اللي اتقالت لي لاقيت في الاخر ان مش مهم اوصل لإجابة، اكتشفت حاجات جوه شخصيات الناس اللي سألتهم السؤال ده اهم من ان الاقي اجابه واضحة لسؤالي، لاقيت ناس باين عليها انها راضيه بحياتها بس هي في الحقيقة ندمانه على اختيارات كتير وفرص ضاعت منها وكان نفسها تجرب اكتر وتاخد المخاطرة، وناس باين عليها ان هي جريئة وممكن تخاطر وبيتكلمو عن تجاربهم وخبراتهم لاقيت ان جواهم اوي نفسهم يستقروا حتى ولو اتخلو عن الخبرات دي وممكن يبدلوها بشويه هدوء واختيارات بسيطة بعيدا عن جو المغامرات اللي كانوا عايشينه طول عمرهم، وناس تانية باين عليها انها عايشة كده وخلاص وهما في الحقيقة بيفكروا في كل حاجة بعقلانية وبمنطقيه فاجئتني جدا
ولاقيت الناس كمان مراحل الرضا جواها بتتراوح بين الرضا بكل حاجة واي حاجة ناس معندهاش اي طموح او رغبة في التغير، وناس تانية معندهاش اي احساس بالرضا وعندها احساس بالبطر على كل حاجة عندها ودايما عايزين اللي مش معاهم، ناس بتحاول تشوف ان اللي معاها ده هو احسن حاجة حتى لو في ايدها يكون احسن، وناس بتحسن من نفسها وبتحاول تتطور وتحسن اللي ممكن تحسنه وناس تانية بتسعى للتغير وخلاص من غيرما تحسب مصلحتها فين
في النهاية هو كان مجرد جدل بيزنطي معرفتش اوصل فيه لحل واضح وقاطع بس في اخر الاستبيان الصغير اللي عملته ده اتأكدت فعلا ان ناس كتير بتحاول تظهر راضية او قوية او سعيدة في حياتها وباختياراتها بس كل واحد فيه جزء ولو بسيط بيندم على حاجات كتير فوتها في حياته وفي ناس تانية راضيه اوي باللي هي وصلتله وباللي حققته حتى ولو كان في احسن منه واتأكدت كمان ان الانسان هو اللي بأيده يسعد نفسه او يتعسها مش باختياراته بس باحساسه وبرضاه عن حياته وعن نفسه